مراسلو الجزيرة نت
5/3/2025–|آخر تحديث: 5/3/202508:19 م (توقيت مكة)
بيروت – موقف الطائفة الدرزية في لبنان بخصوص التطورات الجارية في سوريا “موحّد”. هذا ما أكده الشيخ فادي العطار، مستشار شيخ طائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي أبي المنى، في معرض توصيفه تداعيات التطورات الجارية في الجنوب السوري على المكون الدرزي في لبنان، ورأى في ادعاء إسرائيل حماية الدروز، “ذريعة واهية لا تخدم سوى أطماعها التوسعية في سوريا”.
ويتزامن هذا الموقف، مع إعلان الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط نيته الذهاب إلى دمشق، موضحا أن زيارته تأتي “للتأكيد على مرجعية الشام، فالمشروع كبير، وسيجرّون بعض ضعفاء النفوس إلى حروب أهلية، لست أدري كيف تنتهي؟”.
وهنا، يجزم العطار “نحن نلتزم بكل ما صدر عن الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في بيروت بتاريخ 3 مارس/آذار”.
وأشار في حديثه للجزيرة نت، إلى أن “مواقف القيادات الروحية والسياسية -وعلى رأسها الشيخ سامي أبي المنى- واضحة لجهة توحيد الصف في مواجهة التحديات الإسرائيلية، ذوداً عن التاريخ الوطني والعروبي لجبل العرب”.
تأثير متبادل
يبلغ عدد الدروز في لبنان نحو 400 ألف، يتوزعون في مدن حاصبيا وراشيا وعالية وبعقلين وبحمدون والمختارة، وبعض أحياء بيروت خاصة وطى المصيطبة، فضلاً عن عشرات القرى في جبل لبنان والشوف، ويتبعون مؤسسة دينية تسمى “مشيخة العقل”، ويعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي الذي أسسه كمال جنبلاط في 5 يناير/كانون الثاني 1949 الأبرز بين مكوناتها السياسية.
يكشف عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النيابية، النائب التقدمي وائل أبو فاعور عن “نية العدو الإسرائيلي التسلل إلى سوريا تحت العنوان الأمني، بإثارة هواجس ومخاوف والبناء عليها، وتدشين مرحلة تقسيم سوريا من بوابة الجنوب”.
وأبدى خشيته من أن “الأمر ليس أمرا أمنيا، بل يطال مستقبل سوريا الموحدة من جهة، وحفظ الإرث الوطني السوري لأبناء جبل العرب، وإرثهم العربي والإسلامي، الذي أسسوا له وحافظوا عليه على مر تاريخهم”.
وإذ أكد عدم السعي “للتدخل في شؤون دروز سوريا”، حذّر في حديث للجزيرة نت من “أن أي خيار انفصالي يتم تمريره على حسابهم، سيكون له تأثير كبير على دروز المنطقة”، والقضية برأي أبو فاعور “لها علاقة بهوية الدروز وتاريخهم، لكن أيضاً، لها علاقة بمستقبلهم وعلاقتهم مع المجتمعين العربي والإسلامي”.
وأضاف النائب أنه لطالما كان التأثير متبادلا بين دروز لبنان ودروز سوريا، “لكن الجديد الذي حصل في الجنوب السوري، هو في توقيته الحاصل في لحظة تحولات سياسية وأمنية حادة على مستوى المنطقة برمتها، وهو أيضا دفع السواد الأعظم من فعاليات الطائفة في لبنان إلى شد عصب داخلي بعيدا عن الحساسيات التقليدية بينهم” حسب قوله.
موقف ثابت
وفي هذا الإطار، أكد طارق الداود نائب رئيس “حركة النضال اللبناني العربي” السياسية الدرزية أن “وحدة الطائفة في لبنان وسوريا “خط أحمر”.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت “لن ينجح رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، باختطاف الدروز إلى موقع غير موقعهم التاريخي، فنحن طائفة الوحدة الوطنية خاصة في سوريا، نحن أحفاد سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى عام 1925″.
كما أكد أن “كل التباينات المحلية ضمن الطائفة في لبنان خلفنا، والمطلوب تكاتفنا في وجه المخططات الإسرائيلية، وعلى الدولة السورية الجديدة، احتضان جميع أبنائها، لتفويت الفرصة على أطماع إسرائيل في الجنوب السوري، ووأد الفتنة في مهدها”.
بدوره قال الباحث والكاتب نادر حجاز إن “تحريض دروز سوريا على وطنهم السوري، هو موضوع رفض روحي وسياسي واسع في لبنان وسوريا”، ولفت إلى موقف مشايخ العقل الثلاثة في السويداء “الرافض بشكل قاطع للمشروع الإسرائيلي”، أما في لبنان فأكد أن “القيادات السياسية والروحية تنشط لتعرية هذا التمدد الإسرائيلي وكشف مخاطره والتصدي له”.
وتأسيسا على ما سبق، أضاف حجاز في حديثه للجزيرة نت، أن “انفتاح الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على القيادة السورية الجديدة بعد سقوط نظام الأسد، أرسل رسالة واضحة، بأن سوريا هي وطن غير قابل للتفتت، وأن الدروز هم جزء من سوريا الجديدة لا خارجها”.
وذكر أنه كان لرئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان رسالة واضحة للرئيس السوري أحمد الشرع، طالبه فيها بطمأنة جميع السوريين -لا سيما الدروز- بالوقوف في وجه المواقف الإسرائيلية الأخيرة.