على امتداد الطريق الساحلي المعروف بطريق الرشيد، في قطاع غزة، شوهدت موجات جديدة من النزوح في مشهد مألوف يتكرر منذ بدء الحرب على غزة، حيث اضطرت مئات العائلات الفلسطينية إلى الفرار نحو الجنوب، تحت وقع قصف جوي ومدفعي مكثف استهدف عدة مناطق في شمال ووسط القطاع.

آلاف الفلسطينيين يفرون مجددًا من شمال غزة باتجاه الجنوب هربا من القصف المتواصل (الفرنسية)

ويأتي هذا النزوح المتجدد في ظل تصعيد عسكري جديد على غزة المحاصرة، شمل سلسلة غارات عنيفة استهدفت إسرائيل فيها، أحياء سكنية ومنازل مدنيين، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، ودفع السكان للفرار بحثا عن مأوى أكثر أمنا، في ظل غياب ضمانات للحماية أو المأوى.

Palestinians women rush away with their children during Israeli strikes on a makeshift displacement camp in central Gaza City on March 23, 2025. Israel on March 18 resumed military operations in the Gaza Strip after a period of relative calm, since a January 19 ceasefire with Hamas paused more than 15 months of war, citing deadlock in indirect negotiations on next steps in the truce after its first stage expired earlier in March. (Photo by Omar AL-QATTAA / AFP)
الغارات الإسرائيلية تستهدف مناطق مأهولة، ما يدفع السكان لإخلاء منازلهم (الفرنسية)

ونقل الفلسطينيون ما تبقى لهم من أمتعة فوق عربات خشبية، فيما اكتفى آخرون بحقائب على الظهر، حاملين معهم الأطفال والقلق، وسط طقس حار وقصف يسمع على مقربة من الطريق.

العائلات تحمل ما تبقى من أمتعتها وتسير على الأقدام تحت حرارة الشمس بحثا عن مأوى جديد (الفرنسية)

وفاقمت موجات النزوح الأخيرة الأزمة، خاصة مع ضعف الإمكانات، وغياب الأماكن المؤهلة للاستيعاب في مناطق الجنوب، حيث تضم أعدادا ضخمة من النازحين المقيمين في مدارس الأونروا والمراكز الصحية والطرقات العامة.

الأمم المتحدة تحذّر من انهيار كامل للوضع الإنساني في قطاع غزة (الفرنسية)

وفي النصيرات ودير البلح وخان يونس ورفح، وصلت أعداد النازحين إلى مستويات غير مسبوقة، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وانعدام الخدمات الطبية، لا سيما مع تضرر عدد من المراكز الصحية وخروجها عن الخدمة.

الأطفال والنساء وكبار السن يشكلون النسبة الكبرى من النازحين الجدد (الفرنسية)

وتحذّر منظمات إغاثية من أن الوضع الإنساني جنوب القطاع بلغ مرحلة “الانهيار الكامل”، في ظل انعدام القدرة على تلبية الحاجات الأساسية، وانتشار الأمراض، لا سيما بين الأطفال وكبار السن، مع غياب أي بوادر فعلية على دخول مساعدات كافية أو فتح ممرات آمنة للمدنيين.

النزوح داخل غزة بات متكررا نتيجة القصف المستمر وتوسع رقعة الاستهداف (الفرنسية)

“لا مكان آمن في غزة” لم تعد عبارة إنشائية، بل توصيف دقيق لحال المدنيين المحاصرين تحت القصف، والعالقين في رقعة جغرافية صغيرة لا يجدون فيها مفرا من الموت أو التشريد.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version