أصدر المكتب العسكري للبيت الأبيض تقريرًا طبيًا يتعلق بنائبة الرئيس كامالا هاريس في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث أشار التقرير إلى أنها لا تزال تتمتع بصحة ممتازة بناءً على نتائج فحصها البدني الأخير الذي تم في أبريل/نيسان 2024. يشير هذا التقرير إلى التزام هاريس بالشفافية، وهو ما يُعتبر تناقضًا واضحًا مع موقف منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، الذي يفتقر إلى تلك الشفافية فيما يتعلق بحالته الصحية. فقد اعتبرت مجلة “تايم” أن توفير هاريس لمعلوماتها الصحية يمثل مؤشرًا على مصداقيتها ورغبتها في بناء ثقة مع الجمهور الأمريكي.

وفقًا لما نقله تقرير المجلة هذا، فإن طبيب هاريس، جوشوا آر سيمونز، أكد على أن نائبة الرئيس تتمتع باللياقة البدنية والعقلية المطلوبة لأداء واجباتها الرئاسية بفعالية. وعلى الرغم من معاناتها من بعض المشاكل الصحية مثل قصر النظر والحساسية الموسمية، فإن طبيبها أشار إلى أنها تدير هذه المشكلات بكفاءة. ولقد تم التوضيح أنها لا تعاني من أعراض شديدة، كما تحرص على ارتداء العدسات البصرية لتحسين رؤيتها، وتتابع إجراءات الرعاية الصحية الوقائية بشكل منتظم، مثل تنظير القولون والفحوصات الصحية الأساسية.

في سياق كتبته المجلة، تمت الإشارة إلى أن الصحة العامة المتزايدة لهاريس تعزز من وضعها السياسي وتعكس قدرتها على الوفاء بواجباتها بشكل كامل. بينما يُقارن ذلك بموقف ترامب الذي لم يقدم أي معلومات حول وضعه الصحي منذ فترة طويلة. آخر تقرير تمت مشاركته من قبله كان في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حيث اكتفى بنشر رسالة من طبيبه تؤكد أنه يتمتع بصحة جيدة، دون تفاصيل إضافية تذكر. ورغم إعلانه عن استعداده لمشاركة سجلاته الطبية، إلا أنه لم يحقق بوعده حتى اللحظة.

عندما تعرض ترامب لحادث إطلاق نار مؤخرًا، لم تُصدر حملته أي بيانات توضح حالته الصحية، مما ولد تساؤلات حول عدم الشفافية ومدى استعداد الفريق الطبي للكشف عن معلومات أكثر دقة حول صحة ترامب. تشير تقارير المجلة إلى أن المعلومات الطبية المتعلقة بترامب تظل محاطة بالغموض، خاصة في ظل عدم استجابة حملته لطلبات وسائل الإعلام للحصول على تقارير مفصلة عن حالة الرئيس السابق.

في المقابل، وعلى الرغم من عدم استجابة حملة هاريس بصورة رسمية للصحف بشأن حالتها الصحية، إلا أن قرارها بنشر السجلات الطبية في الأوقات المناسبة يعكس استراتيجيتها في التواصل مع الناخبين. برزت هذه المقارنة بين ترامب وهاريس لتسليط الضوء على الخلافات في تعاملهما مع القضايا الصحية، مما يجعل الجمهور يتساءل عن سبب التباين في استجابة كل منهما لهذه المسألة الحساسة.

في الختام، يظهر الجدول الصحي الأخير لكامالا هاريس أنها تتبنى نهجًا منفتحًا وشفافًا تجاه صحتها الشخصية، على عكس التكتم المفاجئ الذي تمارسه حملة ترامب على هذا الصعيد. مما يعكس ذلك أهمية المسائل الصحية في الساحة السياسية، وكيف يمكن أن تؤثر على تصورات الناخبين ودعمهم للمرشحين في الانتخابات المقبلة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.