في خزانة سرية بالبيت الأبيض، تُخزن وثائق قد تُستخدم فقط في أوقات الأزمات العظمى، مثل الهجمات النووية أو الكوارث الكاسحة. تُطلق على هذه الوثائق اسم “وثائق العمل الرئاسي الطارئ” أو “كتاب يوم القيامة”. هذه الوثائق تحدد الصلاحيات الاستثنائية التي يمكن منحها للرئيس في حالات الطوارئ، لكن نطاق هذه الصلاحيات وحالات استخدامها تبقى غير معروفة للجمهور، حيث أُدرجت هذه المعلومات ضمن الأسرار القانونية التي تظل محاطة بقدر عالٍ من السرية.

وفقًا لتقرير مراسل مجلة تايم الأمريكية، فإن الإدارات السابقة، بما في ذلك إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، كانت تسعى جاهدة لمنع الكونغرس من الاطلاع على هذه الوثائق. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل كان هناك قلق بين بعض مستشاري ترامب من احتمال الاطلاع على هذه الوثائق بسبب مخاوف من سوء استخدامها. فعندما كان ترامب في منصبه، تم بذل جهود لعدم اطلاعه على التفاصيل المتعلقة بالصلاحيات الرئاسية، وذلك لحماية السلطة التنفيذية من أي تصرفات قد تكون غير مسؤولة.

لقد قام ترامب خلال فترة رئاسته الأولى بعدد من الخطوات التي اختبرت حدود سلطاته. ومع إمكانية فوزه بفترة رئاسة جديدة، هناك قلق من أن هذه المرة قد يكون أقل قيودًا، مما يتيح له القدرة على استخدام سلطات قد تتجاوز الأزمات المحددة. تحذيرات من بعض مستشاريه السابقين تشير إلى استعداده لتجاوز القوانين لتحقيق مصالحه.

يرى المراقبون أن استخدام هذه الصلاحيات يتطلب وجود حالة طوارئ حقيقية، لكن في حال بالغ الرئيس في تقدير الأزمة يمكن للقضاء أن يتخذ إجراءات لإلغاء قراراته. تشير التوترات السياسية إلى أن هناك ضغوطا من المجلسين لتحصيل مزيد من المعلومات بشأن الوثائق وشفافيتها، والفرضيات القانونية التي تبرر استخدامها. هذا الحوار بين الحزبين يعكس قلقًا متزايدًا حول توازن القوى في النظام السياسي.

من جانبها، ترى الخبيرة في قانون الأمن القومي إليزابيث غويتين أن السريّة المطلقة التي تحيط بهذه الوثائق تخلق مخاوف بشأن إمكانية استغلالها ضد القيم الديمقراطية والحريات الفردية. إن ما يتضمنه “كتاب يوم القيامة” يمثل خيارات فعلية قد تعطي الرئيس سلطات واسعة وبعيدة عن المراقبة، مما يزيد من المخاطر المرتبطة بذلك.

مع اقتراب انتخابات 2024، تبقى مسألة استخدام هذه السلطات مطروحة للنقاش. تشير التوقعات إلى أن ترامب قد يمارس ضغوطًا على الكونغرس مرارًا لتحقيق تشريعات تخدم أهدافه، وفي حالة فوزه، قد يتمكن من استخدام “كتاب يوم القيامة” بطريقة تغيّر المشهد السياسي في البلاد، مما يدفع بالحذر من إمكانية ظهور رؤى استبدادية تحت مظلة الطوارئ.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version