في تقرير نشرته صحيفة “تايمز”، تم تسليط الضوء على تكثيف إيران لجهود التجسس في إسرائيل، حيث بدأت طهران في استخدام أساليب مبتكرة لتجنيد عملاء إسرائيليين عن طريق تقديم مبالغ ضخمة من الأموال، بما في ذلك دفع مئات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية في صورة عملات مشفرة. واستهدفت الإيران من خلال هذه الحملات أشخاصًا ضعفاء، مثل مشردين أو مدمني مخدرات، وذلك لجمع معلومات حساسة عن المواقع العسكرية الإسرائيلية. تأتي هذه الأنشطة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تم بالفعل رصد جواسيس إيرانيين تم تكليفهم بمراقبة قاعدة نيفاتيم الجوية، بالإضافة إلى قاعدة جولاني وغيرها من المنشآت الحيوية.

تم الكشف عن اعتقالات عدة في إسرائيل، حيث اعتقلت الشرطة والشاباك سبعة إسرائيليين، من بينهم قاصران ومنشق عن الجيش، بتهم تتعلق بالتجسس لصالح طهران. وقد أثار هذا الأمر جدلاً واسعًا حول حرب التجسس المحتدمة في المنطقة، حيث تم استخدام أساليب غير تقليدية لتجنيد العملاء، مع وجود تكهنات حول تجنيد إيرانيين لم نعد هاربين من الوطن. تعتبر هذه الحوادث جزءًا من سياق أكبر يتعلق بتسريبات وثائق أميركية تتعلق بالتدريبات العسكرية الإسرائيلية، مما أعطى بعدًا جديدًا للأمن القومي الإسرائيلي.

أحد الأفراد الذين تم القبض عليهم كان فلاديمير فاركوفسكي، الذي حصل على سلاح لقتل عالم إسرائيلي مقابل 100 ألف دولار من مشغليه الإيرانيين، بالإضافة إلى اعتقال رجل الأعمال موتي مامان، المتهم بالسفر إلى إيران للمشاركة في مؤامرة اغتيال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. تظهر هذه الحوادث الطبيعة المعقدة للتجسس والاستخبارات في الفترة الحالية في الشرق الأوسط، حيث تتشابك المصالح والأهداف بشكل يصعب معالجته.

تتبع إيران في تنفيذ هذه الأنشطة أساليب الموساد، الذي يُعتبر من بين أبرز وكالات الاستخبارات في العالم، حيث اشتُهر بتنفيذ عمليات معقدة ضد أهداف إيرانية. يوضح بني سبتي، خبير في الشؤون الإيرانية، أن هذه الأساليب قد تشمل تجنيد أشخاص عن طريق تقديم مبالغ مالية مغرية وفتح قنوات للمعلومات مقابل مكافآت مالية. كما يُعتبر هذا النمط من العمل مناسبًا لأشخاص يعانون من مشكلات اجتماعية أو اقتصادية.

على الرغم من الضغوط الأمنية والمعقدة التي تمثلها الدولة الإيرانية، فإن هناك شكاوى من المسؤولين الإيرانيين حول أداء وكالاتهم في مكافحة التجسس، حيث زعم الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد أن هناك عمالة مزدوجة داخل نظام مكافحة التجسس الإيراني. يُظهر ذلك المخاطر الحقيقية التي تواجهها إيران في مواجهة التجسس الإسرائيلي، مما يزيد من تعقيد صورة الأمن في المنطقة.

تسعى إيران بشكل متزايد إلى تحفيز أفراد الأقلية اليهودية في البلاد للقيام بأنشطة تجسسية سرية ضد إسرائيل، وهو ما يُظهر إصرار طهران على تنفيذ استراتيجيات متعددة في مكافحة الخصوم. منذ بعض الوقت، اعتقل الشاباك يهوديًا إيرانيًا كان في زيارة لإسرائل، وذلك بتهمة حيازة معدات تجسس. تشير هذه الأحداث إلى أن الأجواء المتوترة بين إيران وإسرائيل تعكس صراعًا أعمق يشمل قضايا النفوذ والمعلومات والاستخبارات، مما يجعلنا نتساءل عن مستقبل الأمن في هذه المنطقة الهشة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version