|

قالت صحيفة تايمز إن زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى البيت الأبيض اتسمت بدبلوماسية إستراتيجية، إذ أحضر معه رسالة موقعة من الملك تشارلز الثالث نجح من خلالها في كسب ود الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن ستارمر -نظرا لنفوذه المحدودة في القضايا الرئيسية الحالية مثل ملف الحرب الأوكرانية والتجارة– لجأ إلى إرضاء غرور ترامب عبر تسليمه دعوة ملكية شخصية لزيارة بريطانيا.

ووفقا للتقرير -بقلم أليستير دوبر مراسل تايمز في واشنطن وشارلوت ماكدونالد غيبسون مراسلة الصحيفة في الولايات المتحدة وأوليفر رايت محرر الشؤون السياسية- فقد أبدى ترامب سعادة واضحة بالدعوة التي وصفها بأنها “غير مسبوقة” وأكد ستارمر على ذلك واصفا الرسالة بأنها “مميزة واستثنائية”.

إستراتيجية محدودة

واعتبرت تايمز أن هذه الخطوة كانت ناجحة، حيث تفاعل ترامب معها بإيجابية، مؤكدا التزامه بعلاقته مع المملكة المتحدة، وواصفاً الملك تشارلز بأنه “رجل عظيم بحق”.

ومع ذلك، أوضح التقرير أن الحصول على التزامات واضحة من ترامب لم يكن سهلا، إذ تهرّب من الإجابة عندما سُئل عن وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالدكتاتور قائلا “هل قلت ذلك؟ لا أصدق أنني قلته. السؤال التالي:”.

وأشارت تايمز إلى أن أسلوب المراوغة هذا سمة واضحة في أسلوب ترامب السياسي، مما يصعب التوصل إلى اتفاقات واضحة.

محاولات ودية

كما سلّط تقرير الصحيفة البريطانية الضوء على توتر ستارمر بداية الاجتماع، حيث ظهر بملامح متشنجة وابتسامة ثابتة، في حين بدا ترامب أكثر ارتياحا.

وأكد التقرير أن ترامب يستخدم التواصل الجسدي كأداة للهيمنة السياسية، وحاول ستارمر تقليد اللغة الجسدية التي استخدمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلته مع ترامب، غير أن محاولاته برسم علاقة طبيعية بينه وبين الرئيس الأميركي كانت أقل سلاسة.

وأضافت الصحيفة أن ترامب وستارمر استخدما عبارات ترضي الطرف الآخر، إذ وصف ترامب علاقة الولايات المتحدة بالمملكة المتحدة بالعلاقة “الخاصة” وهو لفظ شائع في بريطانيا، وقال إن ستارمر “شخص مميز للغاية” مما يعزز فرص إقامة علاقة قوية بين البلدين في السنوات الأربع القادمة.

كما تبنى ستارمر أسلوب ترامب الخطابي، مستخدما كلمات مثل “هائل” و”رائع” لوصف فرص تحقيق السلام في أوكرانيا والاستعدادات لزيارة ترامب المقبلة، وأشارت تايمز أن هذه العبارات -والتي لا يستخدمها ستارمر عادة- كانت محاولة واضحة لمجاراة أسلوب الرئيس الأميركي.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.