|

أوردت صحيفة تايمز البريطانية أن العديد من الدول الغربية، بما فيها ألمانيا وكندا، تقوم حاليا بإعادة النظر في طلباتها لشراء المقاتلة الأميركية الشبح إف-35 بسبب مخاوف بشأن سيطرة الولايات المتحدة على تشغيلها وحدود وقيود الاستخدام.

وأوضحت الصحيفة أن أميركا يمكنها منع ألمانيا من استخدام أسطولها من هذه الطائرات في أي وقت، وفقا لتحليل العقد السري السابق لشراء الطائرة.

وأشارت إلى أنه يقال إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أصرت على الاحتفاظ بالحق في وقف الطلعات الجوية في ظل “ظروف استثنائية وعاجلة، عندما تكون المصلحة الوطنية الأميركية مطلوبة”، كما رفضت السماح للمسؤولين الألمان بفحص رمز الحاسوب الذي يتحكم في الطائرة.

بعد قرارات ترامب حول أوكرانيا

تأتي هذه الأنباء بعد أن أوقفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفترة وجيزة توفير قطع الغيار والبرمجيات والاستخبارات العسكرية لأوكرانيا.

ونقلت الصحيفة أن شركاء التصنيع، بقيادة شركة لوكهيد مارتن الأميركية، نفوا التكهنات المستمرة بأن الطائرة مجهزة بـ”مفتاح تعطيل” سري يمكن لواشنطن استخدامه عن بعد فورا وفي أي لحظة.

ومع ذلك، يقول المحللون إن الطائرة تعتمد بشكل كبير على تحديثات البرامج وقطع الغيار المنتظمة من الولايات المتحدة لدرجة أن الإدارة يمكن أن تحقق نفس التأثير بمجرد قطع الدعم الفني.

وأثار ذلك قلقا عميقا بين 21 دولة حليفة وشركاء اشتروا أو طلبوا طائرات إف-35 من بينها بريطانيا واليابان وأستراليا. وفي حين أصرت المملكة المتحدة وهولندا على أنهما لا يزالان يثقان بالتكنولوجيا، أشارت كندا والبرتغال إلى أنهما ربما يلغيان أوامرهما.

وقال راسموس جارلوف، النائب الدانماركي المحافظ الذي شارك في اتخاذ قرار بلاده شراء 27 طائرة، إنه يأسف لذلك وحذر الدول الأخرى من الانسحاب من البرنامج، قائلا “يمكنني بسهولة أن أتخيل وضعا تطالب فيه الولايات المتحدة الدانمارك بتسليم غرينلاند وتهدد بإلغاء تنشيط أسلحتنا إذا لم نفعل ذلك”.

شولتس أعلن سياسة دفاعية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا اُطلق عليها اسم “فجر حقبة جديدة” (رويترز)

غير مريحة لألمانيا

وقالت تايمز إن هذه القضية غير مريحة بشكل خاص لألمانيا، التي طلبت 35 طائرة في عام 2023، بهدف ضمان استمرار اتفاق “المشاركة النووية”، حيث تقوم الولايات المتحدة بنشر ما يقرب من 15 سلاحا نوويا على الأراضي الألمانية.

ومن المتوقع أن تكلف الطائرات حوالي 8.8 مليارات دولار، وهي محور سياسة الدفاع الألمانية المسماة (فجر حقبة جديدة) التي أعلنها المستشار السابق أولاف شولتس، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022. ومن المقرر تسليم هياكل الطائرات الأولى في عام 2027.

وأضافت تايمز أنه من المحتمل أن تتفاقم هذه المخاوف بسبب تقرير نشر في مجلة شتيرن، والذي قال إنه حصل على نسخة من العقد الألماني السري لطائرات إف-35.

ووفقا لشتيرن، فإن الألمان ملزمون بإبلاغ واشنطن بكل طلعة جوية مسبقا وقد لا يستطيعون صيانة الطائرات أو يفحصون برامجها، كما تجب موافقتهم أيضا على جميع البيانات حول كيفية الاستخدام التي يتم تحميلها إلى التخزين السحابي في أمازون.

ومع ذلك، قالت وزارة الدفاع الألمانية إنها واثقة من أن طائرات إف-35 ستكون “صالحة للخدمة” وإن العقود سيتم الوفاء بها.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.