تجمع الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب في أورورا بولاية كولورادو، حيث أكد عزمه على “إنقاذ المدينة وكل مدينة غزاها المهاجرون غير النظاميين”. في هذا الملتقى، عرض ترامب خطته، التي أسماها “عملية أورورا”، والتي تتضمن استدعاء سلطات الطوارئ العسكرية وتنشيط الاحتياطيين العسكريين، بالتعاون مع حكام جمهوريين، لتنفيذ أكبر عملية ترحيل جماعي للمهاجرين غير الشرعيين. وقد أوضح أنه سيتم إنشاء فرق عمل فدرالية هدفها المواجهة والإبعاد القسري لنحو 15 إلى 20 مليون شخص من المهاجرين.

بعد هذا الخطاب، اتهم ترامب المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بمحاولة “إغراق الغرب الأوسط” بالمهاجرين، مشيرًا إلى أن هذه الخطط تهدد المجتمعات المحلية. بينما وُوجه خطابه بانتقادات باعتباره عنصريًا وغير إنساني، إلا أن هاريس لم تدن خطط ترامب، مما يشير إلى اعتراف حملتها بشعبية فكرة الترحيب بعمليات الطرد، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن 54% من الناخبين يدعمون مثل هذه السياسات.

على الرغم من ذلك، حذر خبراء الهجرة من الآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على تنفيذ خطة ترامب، مشيرين إلى أن تكاليف ترحيل الملايين قد تصل إلى 315 مليار دولار. وحذر تقرير صادر عن مجلس الهجرة الأمريكي من أن نقص العمالة نتيجة لهذه السياسات في مجالات مثل البناء والزراعة سيؤدي إلى تقلص الاقتصاد الأمريكي بنسبة 4.2%. كما أضافت التقارير أن الترحيل الجماعي سوف يتسبب في فصل العائلات، مما يزيد من معاناة المهاجرين النظاميين.

من المثير للاهتمام أن ترامب، رغم عهده السابق بترحيل ملايين المهاجرين وبناء جدار على الحدود، فشل في تحقيق هذه الأهداف خلال ولايته الأولى، حيث لم يتجاوز عدد المهاجرين المترحلين 350 ألفاً. على الرغم من زيادة الاعتقالات في ذلك الوقت، إلا أن عمليات الترحيل لم تصل إلى الأرقام التي وعد بها. وهذا يعكس الفجوة بين الطموحات الكبيرة والواقع العملي.

واستخدم ترامب خطابًا متشددًا لتصوير المهاجرين كحملة تهديد للهوية الأمريكية. وقد أدت هذه التصريحات إلى ارتفاع مستويات الهلع والخوف بين المهاجرين الموجودين في أورورا، حيث وصف ترامب المهاجرين بأنهم “أكثر الناس عنفًا”. تصريحه بالتعهد بإعدام أي مهاجر يقتل مواطنًا أمريكيًا أثار حماسة الحشد، مما ينعكس على تأثيراته السلبية على الأجواء الاجتماعية.

بالإجمال، يواجه ترامب مزيجًا من الدعم الشعبي الواسع لرؤيته في ما يتعلق بالهجرة، لكن تتصاعد التحذيرات حول العواقب المميتة والأعباء الاقتصادية الكبيرة التي قد تترتب عن تنفيذ مثل هذه السياسات. مع استمرار الأجواء السياسية المشحونة، يتضح أن موقف ترامب حول الهجرة يمثل نقطة خلاف رئيسية في الحملة الانتخابية، وإذا ما مضى قدمًا في تنفيذ وعوده، فقد يؤدي ذلك إلى تفكيك المجتمعات وتزايد الاحتقان الاجتماعي في البلاد.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version