يتحدث الشاب المقدسي ماهر صلاح، في تصريحات أدلى بها لصحيفة الجزيرة نت، عن تجربة مؤلمة تعرض لها هو وشقيقه جراء اعتداء عرضي من قبل جنود الاحتلال وشرطة الاحتلال الإسرائيلي. يصف ماهر الحادثة وموضحا كيف أن الأوضاع الأمنية المتوترة في المنطقة، نتيجة سقوط صواريخ إيرانية على إسرائيل، قد أدت إلى تدهور الموقف. فبينما كان عائداً إلى القدس، توقف عند مقام النبي موسى شرق المدينة ليشاهد ما يحدث، مما أثار انتباه الجنود الذين كانوا يتواجدون في المنطقة.
يقول ماهر إنه بعد توقفه، اقتربت حافلة تقل جنوداً من المكان، وخرج الجنود من الحافلة بحثاً عن ملجأ في ظل صافرات الإنذار. ومع ذلك، كان هناك جندي واحد، سائق الحافلة، الذي استهدف ماهر وشقيقه. فقد أخرج السلاح في وجههما وأجبرهما على الاستلقاء على الأرض، وأنهال عليهما بالضرب بغرض التنفيس عن نيران الغضب والتوتر السائدة. أدى هذا الاعتداء إلى إصابة شقيقه بإغماء، وهو ما جعل ماهر يسعى إلى استدعاء الشرطة للخروج من هذا المأزق، معتبرا أن هذا الأمر سيضمن حمايتهما كونهما مقدسيين.
ولكن ما حصل بعد ذلك كان مغايراً لتوقعاتهما، حيث وصلت قوة كبيرة من الشرطة، وبدلاً من تقديم العون أو الحماية لهما، تفاجآ بتعرضهما لمزيد من العنف والضرب حتى فقدا الوعي. يُظهر هذا التصرف مدى التحامل الذي يميز ردود أفعال القوات الإسرائيلية تجاه الشباب الفلسطيني، وخصوصاً في الأوقات التي تشهد بها توترات أمنية. بعد الاعتداء عليهما، تم نقلهما إلى مستوطنة معاليه أدوميم شرق القدس.
في الأثناء، عانى ماهر من إصابات خطيرة، حيث تم نقله إلى مستشفى هداسا عين كارم. يُفصّل الشاب في قوله كيف أن حالته الصحية حرجة، إذ يعاني من كسر في الأنف ونزيف في الرأس، وعلى ما يبدو فإن الاعتداء لم يكن مجرد حادث عابر، بل كان تجسيدًا للعنف النظامي الذي يتسم به الاحتلال في مناطق الفلسطينيين.
تغمر الكثير من الشكوك مشاعر الشاب، حيث يرى أن الاعتداء الذي تعرض له هو وشقيقه ليس حدثًا معزولًا، بل هو جزء من سياسة قمع مستمرة تستهدف الفلسطينيين في حياتهم اليومية. من خلال روايته، يحاول ماهر تسليط الضوء على خطورة الوضع في القدس، والممارسات النمطية التي ترتكبها سلطات الاحتلال ضد المقدسيين، خاصة الشباب منهم الذين غالبًا ما يكونون هدفًا للاعتداءات.
في ختام حديثه، يؤكد ماهر أن هذه التجربة لن تثنيه عن مقاومة الاحتلال ورفع صوت الحق. يرى أن الحديث عن قضيته وقضايا أقرانه من الشباب الفلسطينيين هو أمر ضروري للوصول إلى فهم أعمق لمعاناتهم، ويأمل أن يتحرك المجتمع الدولي لمعالجة الوضع والمساهمة في تحقيق العدالة والحرية للفلسطينيين.