تتحدث قصة الطفل الفلسطيني إياد ادعيس (15 عامًا)، الذي عاش تجارب قاسية خلال اعتقاله، عن الظروف المروعة التي يواجهها الأطفال الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية. تم اعتقال إياد من بلدة شعفاط في القدس في 27 مارس/آذار الماضي، حيث تعرض لتحقيق قاسٍ يقول إنه كان مليئًا بالاعتداءات البدنية والإهانات النفسية. على الرغم من صغر سنه، كان إياد ضحية لانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، إذ عانى من التنكيل والمعاملة اللاإنسانية على يد السجانين والمحققين في مركز تحقيق المسكوبية.

بعد ستة أشهر من الاعتقال، تم الإفراج عن إياد مشروطًا وبكفالة، وتم إبعاده عن مدينته القدس إلى مدينة الطيبة، حيث خضع للإقامة الجبرية لمدة ستة أشهر مع وضع سوار إلكتروني لرصد حركته. ومع أن الإفراج عن إياد جاء بعد تدهور حالته الصحية بسبب إصابته بمرض الجرب، إلا أنه يعكس جانبًا من القضية الفلسطينية المعقدة التي تتعلق بمعاملة الأطفال في السجون. فالتفاصيل التي يرويها إياد تبرز الفوضى والمعاناة التي يعاني منها الأسرى، خاصة الأطفال، في ظل نقص الخدمات الأساسية.

تحدث إياد عن الضرب المبرح الذي تعرض له بشكل يومي، وعند نقله من مركز المسكوبية إلى قسم الأشبال في سجن مجدو، واجه ظروفًا أسوأ بكثير. يعاني السجناء في هذه الأقسام من نقص حاد في الطعام، حيث يتم تقديم كميات لا تكفي بالحد الأدنى لمجموعة من الأسرى، بالإضافة إلى جودة الطعام السيئة. واستمر كل ذلك الوقت في ارتداء نفس الملابس التي اعتقل بها، مما يعكس الانتهاك المستمر لأبسط حقوقه كطفل.

تطورت حالة إياد الصحية بشكل كبير خلال فترة اعتقاله، حيث انتشرت عدوى مرض الجرب بين الأسرى في غرفة احتجازه. كان الوضع الصحي في السجن متدهوراً للغاية، حيث عانى الأطفال من حكة شديدة أدت إلى جروح ونزيف. تتجلى معاناتهم في أنهم لم يكن لديهم الوصول إلى العلاج المناسب، وهو ما أكده إياد من خلال استنجاده بالعلاج الذي كان يتجاهله السجانون.

إدارة السجن، وفقًا لإياد، تم التعامل مع حالات المرض بشكل غير إنساني، حيث كان الطلب على العلاج مستمرًا لكن دون جدوى. السجانون رفضوا التعامل الجاد مع المشكلة حتى في ظل تفشي المرض، مما زاد من تفاقم الحالة الصحية للأطفال في السجن. كان الأمل في العلاج أو أي شكل من أشكال المساعدة بعيدًا، وتكرر تجاهل الطاقم الطبي لحالة الأسرى.

أخيرًا، يوجه إياد رسالة إلى المجتمع الدولي وإلى منظمات حقوق الإنسان، للتركيز والالتفات إلى معاناة الأسرى، خاصة الأطفال، في سجون الاحتلال. يدعو إلى ضمان حقوقهم في العلاج والرعاية اللائقة، ويعبر عن أمله في أن تصل أصواتهم ومعاناتهم إلى العالم. إن هذه الجوانب تعكس مشهدًا أكبر من معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وتسلط الضوء على قسوة النظام السجني الإسرائيلي بحق الأطفال.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.