تأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط في سياق محاولاته المستمرة للتوسط بين إسرائيل وحركة حماس لتحقيق وقف لإطلاق النار. بعد عدة محاولات فاشلة، يسعى بلينكن الآن لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس مقابل وقف مؤقت للأعمال العدائية، ويأتي ذلك قبيل الانتخابات الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر. هذه الجولة تشمل جولة في إسرائيل، حيث يرجو بلينكن أن تؤدي العملية العسكرية الإسرائيلية الناجحة ضد قيادة حماس إلى مكاسب في المفاوضات حول الرهائن، بالإضافة إلى إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة.

التحديات التي تواجه بلينكن في هذه الزيارة تبدو أكبر من محاولاته السابقة، حيث يرى العديد من الخبراء الأمريكيين أن الحكومة الإسرائيلية تحت قيادة بنيامين نتنياهو تفتقر إلى الرغبة في إيقاف الحرب. بلينكن دعا صراحة إسرائيل إلى استغلال النجاح في قتل زعيم حماس يحيى السنوار لتحقيق إطلاق جميع الرهائن وتحقيق الأمن الدائم، مما يبرز أهمية الوضع في غزة والجبهة الإسرائيلية اللبنانية. ومع ذلك، لا يزال هناك شك في قدرة الولايات المتحدة على الضغط على إسرائيل لإنهاء الصراع، خاصة مع استمرار العملية العسكرية والتصعيد في المنطقة.

في هذا السياق، يضفي مقتل السنوار بعدًا جديدًا، حيث يعتبر دافعًا للعودة إلى مباحثات وقف إطلاق النار الذي يدعمه العديد من المراقبين الأمريكيين. ومع ذلك، يعتقد المراقبون أن نتنياهو قد لا يكون مستعدًا للتوقف عن القتال، بل قد ينتظر نتائج الانتخابات الأمريكية لكي يحدد استراتيجيته. الانتخابات الرئاسية المقبلة تعتبر عاملاً محوريًا قد يؤثر على السياسات الأمريكية تجاه الصراع في غزة.

إن توقيت زيارة بلينكن قبل الانتخابات الأمريكية يثير العديد من التساؤلات حول تأثيرها على إدارة بايدن، حيث تحتاج الحكومة الأمريكية إلى الحفاظ على دعم الناخبين العرب والمسلمين. يرى بعض المفكرين أن هذه الجولة قد تكون الفرصة الأخيرة لتحقيق مكاسب في السياسة الخارجية، مما يساعد هاريس في حملتها الانتخابية. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر نجاح بلينكن في تحقيق سلام في غزة بمثابة تحسين محتمل في سجل بايدن الداخلي والخارجي في وقت تزداد فيه المشاكل مع الحروب المستمرة.

بينما تشهد المنطقة توترات متزايدة، تتعرض الولايات المتحدة لضغوط أكبر لمنع التصعيد بين إسرائيل وإيران. يؤكد الخبراء على أهمية هذا التوقيت، حيث يسعى بلينكن إلى منع ضغوط أكبر على الإدارة، محذراً من أن عدم التحرك قد يؤدي إلى انزلاق الولايات المتحدة إلى صراع أوسع. في هذا السياق، يبدو أن إدارة بايدن فهمت ضرورة إنهاء مثل هذه النزاعات، ولكن القلق مستمر بشأن عدم قدرتها على التأثير الفعلي في الملف.

في ختام الجدل حول تأثير زيارة بلينكن، يتضح أن محاولاته لم تحقق بعد نتائج ملموسة على الأرض، حيث فقدت الولايات المتحدة نفوذها على الحكومة الإسرائيلية. لذا، تزداد حالة الإحباط بين المحللين الذين يرون أن إدارة بايدن لم تتخذ خطوات كافية لتغيير الديناميات الحالية في المنطقة. يتوقع الكثيرون أن الزيارة قد تكون مجرد جهد رمزي لا يتجاوز حدود الصوت السياسي، لا سيما في ظل عدم وجود رغبة جدية من حكومة نتنياهو للتفاوض حول إنهاء الصراع.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version