الوضع في سحمر: معاناة النزوح والدمار تحت القصف الإسرائيلي

تتحدث التقارير الواردة عن الوضع في بلدة سحمر، الواقعة في البقاع الغربي اللبناني، عن تأزم حقيقي وتداعيات مروعة جراء الغارات الجوية التي ينفذها "العدو الإسرائيلي". يعبر اللبناني زاهد الخشن عن الحالة المروعة التي تعيشها بلدته، حيث لا تنفك الطائرات الحربية الإسرائيلية عن استهداف المنازل، الطرق العامة، وسيارات الإسعاف، ما أسفر عن وقوع مجازر فظيعة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة. يُذكر أن العديد من القرى المجاورة، مثل بعلبك والهرمل، تعاني من نفس الغارات الجوية التي لم تميز بين مدني وعسكري، مما أدّى إلى هجر السكان والذعر العام.

تعكس تعليقات الخشن الوضع المتفشي في سحمر، حيث تم تهجير غالبية السكان نحو القرى المجاورة كقرية القرعون وضياع أخرى، حيث استضاف أهل هذه القرى النازحين وقدموا لهم المساعدة. غير أن الوضع الاقتصادي للسكان أصبح مأساويًا، إذ أدى النزوح إلى فقدان الوظائف وبالتالي أي مصدر رزق. والأكثر مأساوية هو العدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا، إذ تم تسجيل 40 شهيدًا وأكثر من 100 مصاب، حيث تُرِكت البلدة بأكملها في حالة من الخراب.

يستعيد الأهالي ذكريات مأساوية سابقة حين شهدت بلدتهم مجزرة تل الزعتر عام 1976 وما تبعها من أحداث دامية، مما يُظهر أن معاناة سكان سحمر ليست حديثة العهد. يؤكد علي م، أحد سكان سحمر، أن بلده قدمت العديد من الشهداء عبر العقود الماضية جراء العدوان الإسرائيلي، ويعبر عن استيائه من تواصل النزوح وفقدان الممتلكات وأرواح البشر، في وقت تعيش فيه البلد صدمات متكررة وغالبًا ما تؤدي إلى فقدان الأمل.

شهادات النازحين تعكس المعاناة الكبرى التي مروا بها. يصف وهبي أحمد وهبي، الذي فقد شقيقته وزوجها جراء القصف، الحظات القاسية التي عاشها خلال دفنهما، متسائلاً عن الذنب الذي اقترفاه. تجربته تؤكد الإجرام الذي تمارسه القوات الإسرائيلية، حيث يجد نفسه مضطرًا للانتقال بسرعة قبل تعرض عائلته لهجوم مباشر. تشعر هذه الشهادات بالتعاطف في أوساط المجتمع اللبناني الذي يشاهد الأحداث بألم وغضب.

تتوزع معاناة النزوح والشعور بالقلق بين العديد من سكان البلدة، مثل محمد عباس، الذي أجبر على مغادرة منزله في لحظة دون جمع أي من ممتلكاته. لا يعرف عباس ماذا حل بمنزله، حيث تُعتبر العودة إلى سحمر مخاطرة كبيرة بسبب القنص والتهديدات المستمرة. أما الأسر التي تم استقبالها في مناطق أكثر أمانًا فقد عانت من التشتت وفقدان الهوية، حيث يعاني الجميع من فقدان مأوى تحت مختلف الضغوط.

وخلال حديث مع مختار بلدة سحمر، ياسر الخشن، لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد المنازل المدمرة بالرغم من التقديرات الأولية التي تشير إلى تدمير 40% من الأبنية وتضرر 60% منها جزئيًا. تكشف المعلومات الميدانية أن الوضع الاقتصادي تدهور بشكل كبير، حيث فقدت المحال التجارية وقطاعات العمل الأخرى، مما زاد من المعاناة اليومية التي يعيشها سكان البلدة، حيث مُنيت بالمزيد من التحديات في الوقت الذي يصر فيه الأهالي على العودة إلى بيوتهم يوماً ما، رغم كل الأوجاع والخراب.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version