أفادت صحيفة لوباريزيان أن السفينة المالطية “روبي”، التي تحمل حوالي 20 ألف طن من نترات الأمونيوم، لا تزال في عرض البحر بعد تعرضها لأضرار خلال عاصفة، مما يمنعها من العثور على ميناء لمساعدتها. السفينة تقترب حالياً من الساحل الفرنسي، لكن يبدو أن عليها الإبحار بلا هدف لفترة طويلة. هذه الوضعية تثير قلق السلطات في عدة دول بسبب المحتوى الخطير الذي تحمله.
انطلقت السفينة “روبي” من مدينة كاندالاكشا الروسية بتاريخ 22 أغسطس/آب، محملة بشحنة ضخمة من نترات الأمونيوم، وهي مادة معروفة بخطورتها العالية. بعد تعرضها لعاصفة شديدة، اضطرت السفينة للتوقف في الميناء النرويجي ترومسو، ولكن أضرارًا جسيمة لحقت بها، تمثلت في توقف الدفع، مشاكل في الدفة، وتصدعات في الهيكل. نتيجة لذلك، أمرت السلطات النرويجية السفينة بالعودة إلى البحر، فقامت “روبي” بمحاولة الرسو في ليتوانيا، لكن الطلب قوبل بالرفض.
الأهمية الماسة لمحتوى السفينة تتجاوز مجرد كونه مادة تستخدم كسماد، إذ أن نترات الأمونيوم هي أيضًا مكون رئيسي في صناعة المتفجرات. لذلك، ومع اقتراب السفينة من الساحل الإنجليزي، أعربت صحيفة تلغراف البريطانية عن مخاوفها من احتمال انفجار السفينة بقوة تعادل انفجار قنبلة ذرية. المخاطر تظهر واضحة، خصوصًا بالنظر إلى الحوادث السابقة مثل الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت عام 2020 والذي أسفر عن مئات الضحايا.
تحذر الجهات المختصة من أن نترات الأمونيوم تصبح شديدة الانفجار عند تعرضها للنيران أو التلوث. ومع أن الشحنة الموجودة على متن “روبي” أكبر بسبع مرات من تلك التي تسببت في انفجار مرفأ بيروت، فقد أعربت السلطات الفرنسية عن اطمئنانها؛ حيث أعلنت أنها مجهزة للتدخل السريع إذا اقتضت الحاجة. فهي تمتلك الخطط والإجراءات اللازمة التي تتيح للطواقم المساعدة في إنقاذ السفينة من أعالي البحار دون الحاجة لتحويلها إلى ميناء فرنسي.
فيما تواصل السلطات الأوروبية والإنجليزية مراقبة الوضع، تظل السفينة “روبي” في حالة عدم يقين، مما يزيد من توتر الأوضاع على السواحل الأوروبية. من الممكن أن تشكل هذه الحالة انذارًا للأمن البحري، مما يستدعي تقييمات دقيقة للسلامة وتوقعات للظروف الجوية. إن عدم القدرة على تأمين مهرب آمن للسفينة يمكن أن يعقد العمليات الإدارية بسرعة، محذرين من أن أي خطأ في التعامل مع الوضع قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
في النهاية، تحتاج هذه القضية إلى تعاون دولي من أجل تحديد أفضل السبل للتعامل مع السفينة “روبي” وشحنتها القابلة للانفجار. فالفوز في هذه المواجهة البحرية يعتمد على الإجراءات السريعة والفعالة من أجل ضمان سلامة الجميع، واستبعاد أي تهديد ممكن للبيئة والسكان. الحكومات مدعوة لتوحيد جهودها ووضع خطط احترازية لحماية الأرواح والممتلكات.