بعد مضي أكثر من 19 عامًا على مغادرة محمد خاتمي، آخر رئيس إصلاحي للقصر الرئاسي في طهران، عاد الإصلاحيون إلى الحكم من خلال الانتخابات الرئاسية، حيث فاز مسعود بزشكيان، استشاري جراحة القلب والصدر، بالدورة الرئاسية الـ14. بعد حملات دعائية طويلة بين الإصلاحيين والمحافظين، أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية عن فوز بزشكيان بنسبة 55% من الأصوات، وذلك في جولة الإعادة التي بلغت نسبة المشاركة فيها 49.8%.

وأظهرت الحملات الدعائية للمرشحين الإصلاحيين والمحافظين اختلافًا كبيرًا في الأفكار والخطط بالنسبة للسياسات الداخلية والخارجية، مما يثير تساؤلات حول تأثير فوز بزشكيان على هذه القضايا. توقع محللون أن يحدث فوز الإصلاحيين تغييرًا إيجابيًا في مختلف الجوانب الداخلية والإقليمية والدولية، كما أشاروا إلى أنهم سيسعون إلى عقد مصالحة بين السلطة والشعب الإيراني.

على الصعيد السياسي الخارجي، من المتوقع أن يعمل الإصلاحيون على توازن علاقات طهران مع القوى الشرقية والغربية بالإضافة إلى تعزيزها مع دول الجوار والإقليمية. يرى الناشطون أن سياسة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي قد حققت إنجازات كبيرة في ترميم العلاقات مع الدول الإقليمية، ومن المتوقع أن يعمل الإصلاحيون على تعزيز هذه العلاقات أكثر في المستقبل.

فيما يتعلق بالملف النووي، أكد الرئيس الإيراني المنتخب على رغبته في التفاوض لرفع العقوبات عن الشعب الإيراني، وتوقع السفير الإيراني السابق لدى النرويج أن تؤدي حكومة بزشكيان في مفاوضاتها المحتملة مع الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات عن طهران. من المهم أن يحظى التفاوض بالدعم والتوجيه السليم لضمان حصول إيران على حقوقها ومصالحها.

من الجدير بالذكر أن اقتصاد إيران قد شهد تحسنًا بعد فوز الإصلاحيين في الانتخابات الرئاسية، حيث ارتفعت قيمة البورصة واستقرت قيمة العملة الإيرانية. يعتقد مراقبون أن الحكومة المقبلة ستعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية وتحسين الخدمات والقطاعات المتضررة بسبب العقوبات. بذلك، تبدو الآفاق المستقبلية لإيران في مرحلة جديدة من التحولات الإيجابية في مختلف القطاعات.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.