بينانغ- هيمن الأمن الإقليمي على مناقشات وزراء دفاع منظمة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”، لا سيما التوتر في بحر جنوب الصين، وما وصفت بتهديدات غير تقليدية مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، والتهديدات الأمنية العابرة للحدود.

وأنهى وزراء دفاع “آسيان” مؤتمرهم -الأربعاء- في جزيرة بينانغ الماليزية. وصنف البيان الختامي الاستفادة العسكرية من الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي أولوية قصوى لدول المجموعة، من أجل ضمان أمن ومستقبل المنطقة والحفاظ على نموها الاقتصادي.

واعتبر البيان التهديدات العابرة للحدود مع تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تحديّين جديدين لأمن دول جنوب شرق آسيا، وحذر من مغبة التهاون بأمن وسلامة وحرية الملاحة البحرية في منطقة “آسيان” بما يضر بسيادة واقتصاد دول المجموعة.

وزير الدفاع الماليزي خالد نور الدين تحدث للجزيرة نت عن استخدام الذكاء الاصطناعي في قتل أبناء غزة (الجزيرة)

قتَل الآلاف في غزة

وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر وزير الدفاع الماليزي خالد نور الدين سوء استعمال الذكاء الاصطناعي في الحرب على غزة أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت وزراء دفاع “آسيان” إلى إيلائه أولوية قصوى في المرحلة المقبلة، ذلك أن آلاف أرواح الأبرياء أزهقت هناك اعتمادا على الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن توصيات وزراء الدفاع بتبني إستراتيجية مشتركة ستُرفع إلى مؤتمر القادة لإقرارها في مايو/أيار المقبل.

ومن القضايا التي اعتبرت أولوية في المؤتمر، التعاون في مجالي الصناعات العسكرية ومواجهة آثار الكوارث وعمليات البحث والإنقاذ أيضا.

وشدد بيان مؤتمر وزراء دفاع “آسيان” على ضرورة ضمان حرية الملاحة في بحر جنوب الصين والمحيطين الهادي والهندي، وهي المنطقة التي تمر منها معظم خطوط التجارة البحرية في العالم.

ويأتي المؤتمر في إطار رئاسة ماليزيا للمنظمة التي تضم 10 دول في جنوب شرق آسيا، هي: إندونيسيا وماليزيا والفلبين وتايلند وسنغافورة وبروناي وكمبوديا وفيتنام ولاوس وميانمار، إضافة إلى عضو مراقب هي تيمور الشرقية. وترتبط آسيان باتفاقيات شراكة وتعاون مع 7 دول كبرى منها الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند.

ووافق المؤتمر الـ18 لوزراء دفاع آسيان على انضمام تركيا وألمانيا عضوين مراقبين في المؤتمر، وحمل المؤتمر شعار “وحدة آسيان من أجل الأمن والرفاهية”.

صورة على هامش اجتماع وزراء دفاع دول جنوب شرق آسيا (الجزيرة)

ميانمار وأوكرانيا

وناقش وزراء دفاع المجموعة التحديات التي يواجهها الأمن الإقليمي، منها التنافس الأميركي الصيني على النفوذ في بحر جنوب الصين، والوضع في ميانمار التي مثلّها الملحق العسكري لميانمار نيابة عن وزير الدفاع، وذلك أن الإجراءات التي اتخذتها المنظمة بحق النظام العسكري في ميانمار تحول دون مشاركة قادته في اجتماعات المجموعة رفيعة المستوى.

وكانت آسيان قد اتخذت إجراءات على مستوى القمة بحق النظام العسكري في ميانمار، لم توصف بأنها عقابية، بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة سان سو تشي في فبراير/شباط عام 2021.

وفيما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا، قال وزير الدفاع الماليزي إن وزراء الدفاع ملتزمون بالموقف الموحد الذي اتخذه قادة دول “آسيان”، والذي يعتمد على الحل السلمي للنزاع، ويعربون عن أملهم في أن تنجح مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الوصول إلى حل سلمي يرضي جميع الأطراف.

وتجنب وزير الدفاع الماليزي الحديث نيابة عن آسيان في الشأن الفلسطيني. وقال إنه مع تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حتى يصل إلى منتهاه.

وأضاف في رده على سؤال للجزيرة نت “نعم، نعلم أن هناك خروقات، وموقفنا هو أن يلتزم الجميع بالاتفاق، وأنا لا أتحدث هنا نيابة عن آسيان وإنما عن الموقف الماليزي، وهذه واحدة من القضايا التي ستناقش على مستوى القمة في مايو/أيار المقبل”.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version