في عام 2020، اكتشفت سنغافورة أن إندونيسيا اشترت تكنولوجيا استخبارات من شركة إسرائيلية تتبع لوزارة الدفاع الإسرائيلية. وبالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين، كشف تحقيق جديد تبين صحة ما قالته سنغافورة، حيث باعت شركات إسرائيلية معدات إلكترونية تجسسية لإندونيسيا. تبين أن حوالي 148 شخصًا كانوا ضحايا لهجمات رقمية في إندونيسيا بين عامي 2019 و 2022، وشهدت هذه الهجمات محاولات اختراق حسابات الأفراد والمضايقات.
وشارك في التحقيق منظمات مثل منظمة العفو الدولية وصحيفة هآرتس الإسرائيلية ومجلة تيمبو الأسبوعية الإندونيسية، إلى جانب وسليتي إعلام من سويسرا واليونان. كشف التحقيق عن خمس شركات تجسس سيبرانية مرتبطة بإندونيسيا، بما في ذلك شركة ألمانية تبيع تطبيقات تجسس لوكالة الأمن الإندونيسية. كما كشف التحقيق عن نشاط شركة إسرائيلية تدعى “تنتيغو” في إندونيسيا، حيث باعت برنامج تجسس يسمى “هيليوس” إلى جانب أنظمة استخبارات رقمية أخرى.
وأظهر التحقيق أن شركات إسرائيلية أخرى مثل “كانديرو” باعت أجهزة تجسس قادرة على استخراق أجهزة الكومبيوتر والهواتف المحمولة. كما كشف التحقيق عن ثلاث شحنات من الأجهزة والبرامج المتعلقة بأنظمة التجسس السيبراني تمت بين عامي 2020 و 2021 بقيمة 33 مليون دولار. وكشف التحقيق أن شركة “إن أس أو” الإسرائيلية كانت نشطة في إندونيسيا قبل أن تضعها إدارة بايدن في القائمة السوداء بسبب انتهاكات في استخدام التكنولوجيا.
وأظهر التحقيق أيضًا أن إسرائيل تتبنى “الدبلوماسية السيبرانية” من خلال بيع برامج تجسس وأدوات مراقبة لدول غير غربية، مما مكَّن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نتنياهو من تطبيع العلاقات مع دول عربية وإسلامية وأفريقية. ومن هذا المنطلق، يعتقد أن نتنياهو استخدم “الدبلوماسية السيبرانية” لإقامة علاقات مع إندونيسيا. وبحسب التحقيق، تم ربط مواقع ويب في إندونيسيا بشركة إسرائيلية تسمى “إنتيليكسا” والتي قد استهدفت الأفراد في إندونيسيا باستخدام برنامج التجسس “بريديتور”.
وتشير التقارير إلى أن إندونيسيا تعمل حاليا على فتح الباب لمزيد من التطبيع مع إسرائيل، وقد سمحت إسرائيل في السابق لطائرة إندونيسية بإسقاط مساعدات على غزة. يظهر التحقيق الجديد معلومات جديدة حول علاقات إندونيسيا مع شركات تجسس إسرائيلية والتعاون في مجال التكنولوجيا والأمن السيبراني.