تستعد الولايات المتحدة لخوض انتخابات رئاسية جديدة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إذ يتنافس الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس. يأتي ذلك بعد أن أوقف الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن مساعيه لولاية جديدة. تُشير التطورات إلى أن المنافسة لن تقتصر على الحزبين الرئيسيين فقط، حيث يتواجد عدد من المرشحين المستقلين الذين يسعون إلى استقطاب الأصوات والتأثير في نتائج الانتخابات.

كامالا هاريس، التي حصلت على ترشيح الحزب الديمقراطي، تسعى لتقديم رؤى جديدة للولايات المتحدة، موجهة نحو فئات الناخبين الأصغر سناً وذوي البشرة الملونة. بحلول فوزها في الانتخابات، ستكون هاريس أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة. ومع التوجهات السياسية المعلنة، تُظهر استطلاعات الرأي القريبة من الانتخابات أن هاريس تنافس ترامب بشكل متقارب، وتستهدف الفوز في الولايات المتأرجحة مثل ويسكونسن وبنسلفانيا وجورجيا، وهو ما قد يكون له تأثير حاسم على نتيجة الانتخابات.

بالإضافة إلى ذلك، يُبرز الدعم الذي تقدمه هاريس لقضايا مثل حقوق الإنجاب والحرية الشخصية، حيث تسعى إلى تقنين حقوق الإجهاض على المستوى الوطني. تشمل خططها الاقتصادية أيضًا تخفيض الضرائب على معظم الأميركيين وتركيز الجهود على السكن بأسعار معقولة. كما تتبنى هاريس مواقف قوية ضد التغير المناخي، بما يتماشى مع أولويات إدارة بايدن التي كانت قد وضعت مكافحة تغير المناخ كأحد المحاور الأساسية.

من ناحية أخرى، يسعى ترامب لانتزاع ترشيح الحزب الجمهوري، بعد أن خسر الانتخابات السابقة في 2020. لا يزال ترامب متمسكًا بمزاعمه بأن الانتخابات السابقة تم سرقتها، ويواجه تحديات قانونية تتعلق بمساعيه للوصول إلى البيت الأبيض. رغم هذه التحديات، يبني حملته الانتخابية على تعزيز قضايا الهجرة وصياغة خطاب قوي يركز على الوطنية وتوجيه اللوم إلى خصومه السياسيين. ترامب هو أكبر مرشحي الانتخابات سنًا، ويستمر في توجيه الانتقادات الشخصية لهاريس وتاريخها.

يعتبر ترشيح تشيس أوليفر من حزب التحرريين جزءًا من تنوع الخيارات المتاحة للناخبين، حيث يسعى أوليفر إلى استقطاب الأصوات من فئات مختلفة. في الوقت نفسه، تحاول جيل شتاين، وهي مرشحة من حزب الخضر، استعادة زخمها الانتخابي مرة أخرى بعد محاولاتها في السنوات الماضية، مُنتقدة الإدارة الديمقراطية لعدم التزامها بوعودها تجاه العمال والمناخ.

المرشّح المستقل كورنيل وست يضيف بعدًا جديدًا للمنافسة في الانتخابات المقبلة، إذ يسعى لاستقطاب الناخبين التقدميين الذين يرغبون في ابتكار سياسات جديدة بعيدة عن الحزبية التقليدية. تتباين هدفاته بين مكافحة الفقر وتوفير سكن للجميع، مما يعكس رغبة في تغييرات جذرية في السياسات الأميركية.

وعلى الرغم من أن المنافسة ما زالت في مراحلها الأولى، فإن المعركة الانتخابية تتسارع مع اقتراب موعد الانتخابات، مما يزيد من حدة النقاشات حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية. يتوقع أن تلعب هذه الانتخابات دورًا هامًا في تحديد مستقبل الولايات المتحدة، مع توجه الناخبين نحو خيارات تتجاوز التقليدي والبحث عن بدائل تلبي طموحاتهم وآمالهم.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.