تستعرض المقالة حال مزارعي الزيتون في غزة، حيث تبرز مشاركة ريهان شراب، المرأة الفلسطينية التي تزرع الزيتون في منطقة “معن” شرق خان يونس، مع أسرتها في قطف الزيتون، رغم الأجواء المحزنة التي تعيشهاfamilies بسبب الحرب المستمرة. تعبر ريهان عن حزنها لفقدان العادات والطقوس المتعلقة بموسم قطف الزيتون، حيث غاب العديد من الأعمام والأقارب بسبب الحرب، مما جعل الموسم يفقد بهجته ويصبح بلا طعم كما تقول. تشدد على التأثير السلبي للحرب على الروابط الأسرية وتجمع العائلة، مسلطة الضوء على خسائر بشرية ونزوح للأقارب، ما أثقل كاهل الأسر الفلسطينية.

تمتزج شجرة الزيتون برمزية عميقة في الثقافة الفلسطينية، حيث تعتبر رمزاً للارتباط بالأرض. تنتشر الأهازيج الشعبية والتراثية خلال موسم قطف الزيتون، لكن الحرب خلقت جواً من القلق والخوف. يقول العديد من المزارعين إنهم خجلوا من العناية بشجر الزيتون بسبب الصراع المستمر، مما أثر سلباً على المحصول. ريهان تتحدث عن قطف الزيتون في وقت مبكر، تخوفاً من التطورات الأمنية التي قد تحدث، مثلما حدث في الموسم السابق.

حالة المواسم الزراعية في غزة تعبر عن معاناة عميقة، حيث فشلت الغالبية العظمى من المزارعين في الموسم السابق، خاصة في شمال القطاع، بينما نجح مزارعون في الجنوب في قطف الزيتون خلال فترة هدنة مؤقتة، لكنهم لا يزالون يحذرون من احتمال تدمير أرضهم بسبب الحرب. فكرة النزوح والخوف من فقدان الأرض والموسم الزراعي تسيطر على تفكير ريهان وعائلتها، إذ يؤكدون أنهم لا يريدون تكرار تجاربهم السيئة من العام الماضي.

تتجلى على الأرض الكثير من الجروح والآثار التي خلفتها الحرب، حيث تشير التقارير إلى تدمير آلاف الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون. ويشير المزارع يوسف شراب إلى أن الانفجارات أدت إلى تساقط الزيتون المعلق على الأشجار، مما جعل المحصول الهزيل أسوأ من أي وقت مضى. يشير المزارع محمد قديح إلى أنه لم يحصل إلا على 50 كيلوغرامًا من الزيتون من 50 شجرة، وهو ما يعكس الفشل الكبير الذي يعاني منه القطاع الزراعي في غزة، رغم قيمتها الكبيرة في الحياة الفلسطينية.

الآثار الاقتصادية للحرب تصل إلى مرحلة حرجة، حيث يوجد نقص كبير في المعدات الزراعية والأسمدة بسبب الحصار المفروض على المدينة. وتثني ريهان باستخدام المعاصر بسبب انقطاع الكهرباء وعدم توفر الوقود. وفقًا لوزارة الزراعة في غزة، تدهورت المساحات المزروعة بالزيتون بصورة كبيرة نتيجة الحرب، حيث فقدت حوالي 40% من الأراضي المزروعة، ما أثر سلبًا على إنتاج الزيت والزيتون في القطاع.

بالمجمل، تعكس التجربة المعاشة لمزارعي الزيتون في غزة مظاهر الصراع المستمر، والخسائر البشرية والمادية التي تنعكس في حياتهم اليومية، وكيف أن شجرة الزيتون، التي تُعتبر رمزًا للصمود والتراث، تتجه نحو مستقبل غامض بسبب النزاعات المستمرة. الحزن على فقدان العادات والطقوس يمتزج بالقلق الدائم من تأثير الحرب على الحياة الزراعية، مما يعكس حالة الألم والحنين إلى زمان أفضل.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version