خرج مئات المتظاهرين في مدن فرنسية عدة للتنديد بتصاعد الإسلاموفوبيا والعنف العنصري، وذلك عقب مقتل الشاب الأفريقي أبو بكر سيسيه، إثر تعرضه للطعن داخل مسجد بقرية لا غران كومب، الواقعة في مقاطعة غارد جنوب فرنسا.

مظاهرات اندلعت في باريس ومدن فرنسية أخرى تنديدا بالإسلاموفوبيا والعنف العنصري (الأوروبية)

وكان أبو بكر (22 عاما)، الذي ينحدر من أصول مالية، قد قُتل يوم الجمعة 25 أبريل/نيسان، بعد أن تعرّض لهجوم داخل المسجد أثناء أدائه الصلاة.

People stand outside the mosque Khadija in La Grand-Combe, southern France, on April 27, 2025, following the murder of Aboubakar, a worshipper killed by several dozens of stab wounds inside the mosque on April 25.
الشاب الأفريقي أبو بكر سيسيه قتل طعنا داخل مسجد بقرية لا غران كومب جنوب فرنسا (الفرنسية)

وأعلن مدع عام فرنسي اليوم الاثنين أن الرجل المشتبه به في طعن مسلم نحو 50 طعنة حتى الموت، قد سلّم نفسه لمركز شرطة في إيطاليا، ويُعتقد أنه يحمل دوافع عنصرية ومعادية للإسلام.

A French gendarmerie car patrols outside the mosque Khadija in La Grand-Combe, southern France, on April 27, 2025, following the murder of Aboubakar, a worshipper killed by several dozens of stab wounds inside the mosque on April 25.
الهجوم وقع أثناء أداء سيسيه الصلاة يوم 25 أبريل/نيسان (الفرنسية)

وحمّل مشاركون في المظاهرات الحكومة الفرنسية مسؤولية تفشي خطابات الكراهية ضد المسلمين، مطالبين باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من التحريض الإعلامي والسياسي الذي يستهدف الجاليات المسلمة.

This photograph shows the mosque Khadija in La Grand-Combe, southern France, on April 27, 2025, where Aboubakar, a worshipper, was killed by several dozens of stab wounds inside the mosque on April 25. Forty-eight hours after the murder of Aboubakar, a Muslim worshipper killed by dozens of stab wounds on April 25, 2025 in the mosque of the small commune of La Grand-Combe, southern France, his killer, a “potentially extremely dangerous” man in his twenties, was still at large on April 27, 2025. (Photo by Miguel MEDINA / AFP)
فرنسا شهدت بنسبة 30% في الاعتداءات على المسلمين خلال العام الماضي (الفرنسية)

وفي العاصمة باريس، تجمّع مئات الأشخاص أمام ساحة الجمهورية وهم يرفعون لافتات كتب عليها “لا للإسلاموفوبيا” و”العدالة لأبي بكر”.

كما ردّد المتظاهرون شعارات تطالب بحماية دور العبادة، ومحاسبة المحرضين على الكراهية الدينية.

ودعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى “الوحدة الوطنية” وحثّ على “عدم الخلط بين الأديان والعنف الفردي”.

epa12059241 A man holds up a placard reading 'Islamophobia kills, justice for Aboubakar' while taking part in a rally against Islamophobia following the deadly stabbing of a man in a mosque in the south of the country, in Paris, France, 27 April 2025. Aboubakar Cisse, a young African man, was stabbed to death on 25 April in a mosque in the village of La Grand-Combe in the Gard department in southern France. EPA-EFE/TERESA SUAREZ
المتظاهرون رفعوا شعارات تطالب بالعدالة وحماية المسلمين ودور العبادة (الأوروبية)

غير أن ناشطين حقوقيين اتهموا الحكومة بالتقاعس عن التصدي لموجة الإسلاموفوبيا، مشيرين إلى أن تزايد الاعتداءات على المسلمين ودور العبادة يترافق مع خطاب سياسي متشدد ضد المهاجرين والجاليات المسلمة.

epa12059233 People take part in a rally against Islamophobia following the deadly stabbing of a man in a mosque in the south of the country, in Paris, France, 27 April 2025. Aboubakar Cisse, a young African man, was stabbed to death on 25 April in a mosque in the village of La Grand-Combe in the Gard department in southern France. EPA-EFE/TERESA SUAREZ
ناشطون اتهموا الحكومة بالتقاعس عن مواجهة تصاعد الكراهية ضد المسلمين (الأوروبية)

وبحسب مرصد الإسلاموفوبيا في فرنسا، فقد سجلت البلاد ارتفاعا بنسبة 30% في الاعتداءات على المسلمين خلال العام الماضي، وسط تصاعد في القوانين والإجراءات التي يرى البعض أنها تستهدف الهوية الدينية للمسلمين، خصوصا ما يتعلق باللباس والتعبيرات الدينية في الفضاء العام.

epa12059288 A participant holds a placard reading 'French is a web of migrations' while taking part in a rally against Islamophobia following the deadly stabbing of a man in a mosque in the south of the country, in Paris, France, 27 April 2025. Aboubakar Cisse, a young African man, was stabbed to death on 25 April in a mosque in the village of La Grand-Combe in the Gard department in southern France. EPA-EFE/TERESA SUAREZ
تقارير حقوقية سجلت زيادة بنسبة 30% في الاعتداءات على المسلمين في فرنسا خلال العام الماضي (الأوروبية)

وتأتي هذه الجريمة في وقت تشهد فيه فرنسا حالة من الاستقطاب السياسي والمجتمعي حول قضايا الهوية والهجرة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو/حزيران المقبل.

People march outside the mosque Khadija in La Grand-Combe, southern France, on April 27, 2025, following the murder of Aboubakar, a worshipper killed by several dozens of stab wounds inside the mosque on April 25.
الحادث أثار موجة غضب وسط مناخ سياسي مشحون بخطابات معادية للمهاجرين والمسلمين (الفرنسية)

ويرى مراقبون أن خطاب بعض الأحزاب اليمينية المتشددة، الذي يربط بين الإسلام والتطرف، يسهم في خلق بيئة مشجعة على الكراهية والعنف ضد المسلمين.

A man holds flowers outside the mosque Khadija in La Grand-Combe, southern France, on April 27, 2025, before a march in tribute to Aboubakar, a worshipper killed by several dozens of stab wounds inside the mosque on April 25.
سكان القرية وعائلة الضحية دعوا لتحقيق العدالة وتعزيز التعايش السلمي (الفرنسية)

وفي قرية لا غران كومب، حيث وقعت الجريمة، ما زالت مشاعر الصدمة والحزن تخيم على السكان.

وبينما تستمر التحقيقات، يبقى مقتل أبو بكر سيسيه تذكيرا مريرا بخطورة تجاهل خطابات الكراهية، والدعوة العاجلة لفرنسا كي تبني مستقبلا أكثر عدلا وسلاما لكل أبنائها.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.