|

بينما كان السكان في الجانب الباكستاني من كشمير يستعدون لبداية يوم جديد، دوّت انفجارات أعادت إلى الأذهان مشاهد مواجهات سابقة خيم فيها الخوف على المنطقة المتنازع عليها منذ عقود.

الهجوم جاء بعد اتهامات نيودلهي لجماعات مسلحة تتخذ من باكستان مقرا (أسوشيتد برس)

وقد نفذت الهند ضربات صاروخية استهدفت 9 مواقع في الأراضي التي تسيطر عليها باكستان ليلا، ثم تابعت الهجمات صباح اليوم الأربعاء بقصف آخر استهدف 6 مواقع أخرى.

الجيش الباكستاني أعلن الرد بقصف مواقع في الجانب الهندي من كشمير (أسوشيتد برس)

وبهذا التصعيد الجديد، تُفتح صفحة أخرى من التوتر المستمر بين الجارتين النوويتين.

التصعيد الأخير جاء في وقت حساس بعد سلسلة من التوترات في الأسابيع الماضية (الفرنسية)

وقالت الهند إن الهجمات جاءت ردا على مذبحة أودت بحياة 26 سائحا في كشمير الهندية، متهمة جماعات إرهابية في الأراضي الباكستانية بالمسؤولية عنها، وهو ما رفضته إسلام آباد تماما.

باكستان أكدت أن الهجمات أصابت مناطق مدنية بينها مسجد في باهاوالبور (أسوشيتد برس)

ورغم تبرير الهجمات بأنها جزء من “مكافحة الإرهاب”، فإن الضربات لم تخلُ من ضحايا مدنيين.

13 شخصا لقوا حتفهم جراء قصف هندي على مسجد باهاوالبور في باكستان (وكالة الأنباء الأوروبية)

وفي مظفر آباد، كبرى مدن كشمير الخاضعة لباكستان، عم الذعر بعد الانفجارات، التي تبعتها انقطاعات في الكهرباء وأصوات سيارات الإسعاف التي هرعت إلى مناطق القصف.

تدمير مسجد بلال إثر ضربات صاروخية شنتها الهند في مظفر آباد (وكالة الأنباء الأوروبية)

وسارعت السلطات الباكستانية لإغلاق المدارس وتفعيل حالة الطوارئ في المستشفيات التي استقبلت العديد من المصابين. وأدانت إسلام آباد الهجمات ووصفتها بأنها “عمل حربي” يستوجب الرد.

القصف المتبادل بين باكستان والهند خلف عشرات القتلى والجرحى (وكالة الأنباء الأوروبية)

وبالفعل، أعلنت القوات الباكستانية شن ضربات “انتقامية” على مواقع هندية، بينما تحدث الجيش الهندي عن مقتل 3 مدنيين إثر قصف من الجانب الباكستاني.

التقارير أشارت إلى أن نيودلهي أكثر قدرة على تحمّل تبعات التصعيد نظرا لتفوقها العسكري والاقتصادي (الفرنسية)

وجاء التصعيد الأخير في وقت حساس، بعد سلسلة من التوترات في الأسابيع الماضية، بدءا من الهجوم على السياح في كشمير الهندية، مرورا بانفجار عبوة ناسفة في باكستان أودت بحياة 7 جنود، والذي ألقت إسلام آباد باللوم فيه على جماعة بلوشية واتهامات للهند بالوقوف وراء أنشطتها.

الحكومة الباكستانية أعلنت عن إسقاط 5 مقاتلات هندية (رويترز)

وفي إطار ردود الفعل السريعة، قامت الهند باستدعاء رعاياها من باكستان، وأغلقت معابر حدودية، كما علقت معاهدة مياه السند التي استمرت 65 عاما.

الهند استدعت رعاياها من باكستان وأغلقت معابر حدودية (الفرنسية)

وردت باكستان بتعليق التجارة الحدودية، وإغلاق مجالها الجوي أمام شركات الطيران الهندية، وطرد دبلوماسيين هنود.

الأزمة دفعت البلدين لاتخاذ إجراءات دبلوماسية، شملت طرد سفراء وتعليق التجارة وإغلاق مجالات جوية (الفرنسية)

وكان تعامل المجتمع الدولي حذرا مع التطورات، فالأمم المتحدة أبدت “قلقا عميقا” ودعت الطرفين إلى “أقصى درجات ضبط النفس”، في حين اكتفت الولايات المتحدة ببيان قالت فيه إنها “تراقب الوضع عن كثب”.

المجتمع الدولي دعا إلى التهدئة وضبط النفس (الفرنسية)

كما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تهدئة سريعة للأوضاع، مشيرا إلى التاريخ الطويل من الصراع بين الهند وباكستان.

ورغم تأكيد نيودلهي أن ضرباتها كانت “محدودة” و”غير تصعيدية”، فإن الوضع على الأرض يزداد تعقيدا.

المشهد في جنوب آسيا ينذر بتصعيد يصعب احتواؤه في ظل تبادل القصف وسقوط الضحايا (الفرنسية)

ومع استمرار القصف المتبادل، وسقوط ضحايا مدنيين، وتبادل التهديدات، باتت التوترات بين الجارتين النوويتين تعود إلى الواجهة، في ظل مخاوف من أن المنطقة قد تنزلق إلى مواجهة شاملة يصعب احتواؤها إن خرجت الأمور عن السيطرة.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version