تشكل السلطات في الولايات المتحدة جزءًا أساسيًا من النظام السياسي، وتتطلب العملية السياسية فهمًا عميقًا للدستور الأمريكي وآليات عمل المؤسسات القائمة. ينص الدستور على تنظيم السلطات الثلاث: التنفيذية، والتشريعية، والقضائية، ويحدد صلاحيات كل منها، مما يتيح فهماً واضحًا لآلية الحكم. تتفاوت قوة هذه السلطات في التأثير على صنع السياسات العامة بناءً على الصلاحيات الممنوحة لها، بالإضافة إلى عوامل أخرى خارجية وداخلية تحدد فعاليتها في أداء مهماتها.
تعود جذور الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى أواخر القرن الثامن عشر، حينما تم تأسيس الولايات المتحدة مستندة إلى بعض التقاليد البريطانية. إذ نص الدستور على أن يكون للشعب الحق في اختيار رئيسه، وتحديداً في المادة الثانية التي تتناول إنشاء السلطة التنفيذية. وقد حدد الكونغرس أول موعد للانتخابات الرئاسية في السابع من يناير عام 1789، مما يعكس أهمية المشاركة الشعبية في النظام الديمقراطي الأمريكي. ومع مرور الزمن، شهدت هذه الانتخابات تغييرات مهمة، مثل انسحاب القوات الفيدرالية من الجنوب بعد الحرب الأهلية، مما أدى إلى سيطرة الديمقراطيين وفرض سياسات تمييزية ضد الأميركيين من أصول إفريقية.
استمر الحملات الانتخابية في تحقيق تحولات جذرية في السياسة الأمريكية، ففي عام 1932، حقق فرانكلين روزفلت فوزًا تاريخيًا، وأصبح من أبرز الشخصيات السياسية. استمر في الهيمنة على الساحة السياسية ليحصد أربع ولايات رئاسية، وشارك في الحرب العالمية الثانية، مما جعل الولايات المتحدة طرفًا مهمًا في الأحداث الدولية. وبعد وفاته، تولى نائبه هاري ترومان الرئاسة، الذي استمر في تنفيذ السياسات الداعمة للاقتصاد والمجتمع.
خلال فترة الستينيات، رسخ عدد من الرؤساء الأمريكيين مواقفهم تجاه قضايا حقوق الإنسان، بدءًا من جون كينيدي الذي انتُخب عام 1960. رغم اغتياله، استمر ليندون جونسون في تنفيذ برامج الإصلاح الاجتماعي. وفي عام 1964، فاز جونسون بولاية ثانية معززًا سياسات الحقوق المدنية. ومع ظهور أزمات اقتصادية في السبعينات، بدأ الدعم الحكومي للتقليل، مما أثر على استقرار النظام السياسي. وفاز جيمي كارتر في عام 1976، حيث واجه تحديات مثل أزمة الرهائن في إيران التي ساهمت في تراجع شعبيته.
أما بين عامي 1980 و2020، فقد شهدت الولايات المتحدة تنافسات انتخابية حادة. الفوز الذي حققه رونالد ريغان في عام 1980 كان مبنيًا على الأزمات الاقتصادية في تلك الفترة. بينما جاء بيل كلينتون ليحقق انتصارًا في عام 1992 ويعيد انتخابه في عام 1996. وفي عام 2000، برزت الجدل حول انتخابات جورج دبليو بوش وأل جور، مما عكس التوترات السياسية القائمة. وفي عام 2008، حقق باراك أوباما إنجازًا تاريخيًا بوصفه أول رئيس أسود في تاريخ البلاد، مع إعادة انتخابه في عام 2012.
في ظل الانتخابات المحورية، ظهر دونالد ترامب في عام 2016، حيث انتصر على هيلاري كلينتون رغم فقدانه تصويت الشعب. وفي عام 2020، تعرض لهزيمة أمام جو بايدن في انتخابات توجت بنسبة مشاركة مرتفعة. وبذلك، حصلت كامالا هاريس على منصب نائب الرئيس كأول امرأة من أصول إفريقية تشغل هذا المنصب. تعكس هذه النتائج تحولات كبيرة في المجتمع الأمريكي وعلاقته بالسياسة، مما يجعل الانتخابات أساسية في فهم التطورات المستمرة في النظام الديمقراطي الأمريكي.