بعد مرور عام على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لا تزال الآثار المدمرة تتزايد في كل زاوية من القطاع، حيث سقط أكثر من 42 ألف شهيد وقرابة 100 ألف مصاب. تشير التقارير إلى أن ثلثي المباني في غزة تعرضوا للتدمير الكامل أو الجزئي، مما أسفر عن تراكم 42 مليون طن من الركام، والذي يمثل خطرًا صحيًا وبيئيًا كبيرًا. هذه الأرقام تشير إلى حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة، الذين يعانون من ظروف مأساوية ومعقدة.

تسبب العدوان الإسرائيلي في تدمير شامل للبنية التحتية في غزة، حيث دمرت المنازل، المساجد، المدارس، والمحلات التجارية، مما أدى إلى كميات هائلة من الحطام. وفقاً لتقييمات للأضرار، دمر الاحتلال الإسرائيلي ما يقرب من 164 ألف مبنى، أي ما يعادل حوالي 66% من إجمالي المباني في القطاع. إن هذا السلوك المدمر للبيئة يزيد من تعقيد الأبعاد الإنسانية للأزمة، حيث يعاني السكان من فقدان منازلهم ومصادر رزقهم.

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إزالة الركام ستستغرق حوالي 14 عامًا، مع تكلفة تقدر بنحو 1.2 مليار دولار على الأقل. ومع استمرار الحرب، يتزايد حجم الأنقاض بشكل متسارع، مما يجعل معالجة المشكلة أكثر تعقيدًا. بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى وجود كميات كبيرة من الذخائر غير المنفجرة، فضلاً عن المخاطر الصحية الناتجة عن مادة الأسبستوس وغيرها من الملوثات. هذه القضايا تعكس التجاوزات الكبيرة التي يرتكبها الاحتلال والتي تهدد حياة السكان بشكل يومي.

تُظهر الوضعية الحالية أن أعدادًا كبيرة من الجثث لا تزال تحت الأنقاض، حيث أكدت وزارة الصحة في غزة أن عدد الجثث قد يصل إلى 10 آلاف. هذا العدد يمثل وجعًا إنسانيًا كبيرًا ويعكس فشل الجهود في إنقاذ المصابين أو معرفة مصير المفقودين. الوضع يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لتوفير الدعم الإنساني والبحث عن المفقودين تحت الأنقاض.

من جهة أخرى، حذرت منظمة الصحة العالمية من تأثير الحطام على الصحة العامة في غزة، حيث تسجل نحو مليون حالة من حالات التهاب الجهاز التنفسي الحاد خلال عام من الحرب. الغبار المنبعث من المباني المدمرة يطلق مواد خطرة تتنقل عبر الهواء، مما يهدد بصحة المواطنين، خاصة مع تزايد المخاوف من ارتباط هذه الظروف بزيادة حالات السرطان والتشوهات الخلقية في المستقبل.

في خضم هذه المآسي، يواجه سكان غزة تحديات هائلة تتطلب استجابة دولية فعالة للتخفيف من آثار الحرب وإعادة بناء القطاع. إن الوقت لم يعد في صالحهم، حيث يتطلب الوضع الراهن جهوداً من المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية، مما يساهم في تخفيف المعاناة المستمرة التي يواجهها سكان غزة المحاصرون.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version