في 22 أكتوبر 2024، نشرت شبكة (سي إن إن) تقريرًا حول حالة الجندي الاحتياطي الإسرائيلي إليران مزراحي، الذي توجه إلى غزة بعد عملية “طوفان الأقصى”، ليعود منها بشخصية مدمرة نفسيًا بعد تجربته الفظيعة هناك. على الرغم من كونه أبًا لأربعة أطفال، وجد مزراحي نفسه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة بسبب مشاهد العنف والدمار التي شهدها، حتى أدى به الأمر إلى الانتحار قبل يومين من عودته إلى غزة مجددًا. تعكس حالة مزراحي الواقع المظلم والصعب الذي يواجهه العديد من الجنود الإسرائيليين المتضررين من الحرب، حيث ذكر تقرير والده أنه “مات بعد ذلك، بسبب الصدمة اللاحقة”.

يشير الجيش الإسرائيلي إلى أنه يقدم الرعاية لآلاف الجنود الذين يعانون من مشكلات تتعلق بالصحة النفسية الناتجة عن الحرب، إلا أن عدد حالات الانتحار والخسائر البشرية لا يزال غير واضح؛ حيث لم يُصدر الجيش أرقاماً رسمية عن هذه الوفيات. مع استمرار الصراع الذي بدأ في غزة وانتشاره إلى لبنان، فإن الجنود يتحدثون عن مخاوفهم من التجنيد مرة أخرى، مما يبرز حالة القلق والارتباك السائدة بينهم في ظل الأحداث الأخيرة.

تتحدث الشهادات التي جمعتها (سي إن إن) من جنود سابقين ومسعفين عن مشاهد تعذيب وفظائع شهدوها لا يمكن للعالم أن يتخيلها. عانى مزراحي من العديد من الأعراض النفسية كالغضب والتعرق والزعر مما يعكس تعرضه لصدمات شديدة. وتصف والدته حالته بأنها عانت من عدم الفهم من قبل المحيطين به، مشيرة إلى أنه كان يعتقد أن الأخرين لن يتمكنوا من إدراك ما عاشه في غزة، مما زاد من شعوره بالعزلة والاغتراب عن المجتمع.

جاءت كلمات غاي زاكين، صديق مزراحي، لتسلط الضوء على تجربة الجنود، حيث تحدث عن الفظائع التي شهدوها وعن الضغوط النفسية الناتجة عنها. مثل هذه الشهادات تعكس التأثيرات العميقة للأحداث التي شهدها الجنود، مثل خطوة الدهس لطيف من المدنيين الفلسطينيين، مما أثر سلبًا على صحتهم النفسية ودفع بعضهم إلى الانسحاب من عالمهم المعتاد.

لم يكن مزراحي وحده في معاناته. تشير التقارير إلى أن نسبة كبيرة من الجنود الذين تم إعفاؤهم من القتال يعانون بشكل دائم من اضطرابات نفسية، ويتضح أن أكثر من 35% من هؤلاء الجنود بحاجة إلى علاج نفسي. أما بشأن حالات الانتحار، لم يُسمح للجيش بنشر أرقام دقيقة، لكن التقديرات تشير إلى أن 500 حالة وفاة سنويًا بسبب الانتحار قد تم تسجيلها، مما يستدعي تدقيقًا أكثر في الجوانب النفسية للصراع.

استمرار الأزمات والنزاعات وتكرارها في غزة يضع ضغوطًا متزايدة على الجنود الإسرائيليين الذين يواجهون مشاهد الموت والدمار، مما يؤكد الحاجة إلى مزيد من الاهتمام والدعم النفسي للصحة العقلية. إن القصة المأساوية لمزراحي تظهر الأبعاد الإنسانية وراء الحروب، حيث يتصارع الأفراد مع تبعات التجارب الحياتية في أزمنة العنف، مما يتطلب الاستجابة الفورية من الجهات المعنية لضمان سلامتهم النفسية ورفاههم.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version