تقع مدينة كايرو في ولاية إلينوي في الولايات المتحدة الأمريكية، وتأسست في أوائل القرن التاسع عشر. وكانت تعرف باسم “مصر الصغيرة”، نسبة لوقوعها عند ملتقى نهري المسيسيبي وأوهايو وسهول الدلتا الشاسعة التي كانت مهدًا لازدهار الزراعة فيها. ورغم التخطيط الذي كان يتوقع لها أن تصبح مدينة كبيرة، إلا أن حالتها اليوم تبدو مختلفة، حيث يبدو وسطها كمكان مهجور ومنكوب، وانخفض عدد السكان إلى 1700 فقط بحلول عام 2020.
تشهد مدينة كايرو انكماشًا سكانيًا بشكل كبير، إذ أصبحت أحدث مدينة أشباح في أمريكا، حيث انخفض عدد سكانها بشكل كبير خلال العقود الماضية. ويعود انهيار هذه المدينة إلى عدة أسباب، بدءًا من استبدال وسائل النقل إلى أزمة السكك الحديدية، وهرب الشركات المملوكة للبيض في أعقاب تشريع الحقوق المدنية في السبعينات، والتي أدت إلى نزوح عدد كبير من السكان. والمشكلة الكبرى التي تواجهها اليوم هي الرياح الديموغرافية المعاكسة التي تمثل تحدياً لمواجهتها على المستوى الوطني.
يشهد عدد سكان الولايات المتحدة انخفاضًا واضحًا، حيث ينمو بمعدل أبطأ مما كان عليه في السابق. ومع تراجع معدلات المواليد والوفيات، يشهد البلد انخفاضًا في صافي الهجرة. وبحلول عام 2020، توفي أكثر من 500 ألف شخص مقارنة بعام 2019، مما ساهم في تباطؤ النمو السكاني. وعلى الرغم من أن هناك زيادة في الهجرة بشكل غير قانوني بسبب عبور الأشخاص الحدود الجنوبية، فإن هذه الزيادة لا يعتقد خبراء الديموغرافيا أنها ستغير الاتجاه طويل المدى للنمو السكاني.
تعتبر مدينة كايرو من بين العديد من المدن الأمريكية التي تشهد انكماشًا سكانيًا، مما يعرضها لتحديات كبيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. ويعود انهيار هذه المدينة إلى عدة عوامل، بداية من تغير وسائل النقل وتأثير السياسات على الشركات، وحتى الرياح الديموغرافية المعاكسة على المستوى الوطني. ومع توقعات بزيادة الهجرة في الأعوام القادمة، يتعين على الولايات المتحدة التكيف مع النمو البطيء وبناء استراتيجيات لمواجهة هذا التحدي على المدى البعيد.