خلال الأسابيع الأخيرة، شهدت المنطقة تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل بعد الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق. رداً على هذا الهجوم، نفذت إيران هجومًا انتقامياً باتجاه العمق الإسرائيلي تحت شعار “يا رسول الله”، حيث استخدمت عشرات المسيرات والصواريخ لضرب مواقع اعتبرتها منطلقًا للاستهداف الإسرائيلي في سوريا.

ووفقًا للخبراء العسكريين، فإن الهجوم الإيراني تحدى أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والغربية، ووصفت المواجهة العسكرية في سماء بلاد الشام بأنها “كونية بين الصناعات العسكرية الإيرانية والغربية”. كما كانت الخطة التي نفذتها إيران في الهجوم أبسط بكثير من التوقعات، مما تسبب في تفاجؤهم من حجم الرد الإيراني.

تمثل العملية الإيرانية رسالة تحذيرية لإسرائيل وحلفائها الإقليميين والغربيين، ولكنها في الوقت نفسه فشلت في إيصال رسالة الانتقام للدماء التي سالت على طريق القدس. ومن المحتمل أن تؤدي الهجمات الإسرائيلية المحتملة لإيران إلى مزيد من التوتر والتصعيد.

من جانبه، رأى الباحث صلاح الدين خديو أن الهجوم الإيراني كان محدود النطاق بهدف استعادة القوة الردعية الإيرانية في مواجهة إسرائيل. ويتوقع أن تستمر التحركات الإيرانية في الفترة المقبلة، مع احتمال انسحاب إيران من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية في حال تعرضت لهجوم من تل أبيب وواشنطن وحلفائهم.

وفيما يتعلق بالرد الإسرائيلي، يعتقد القيادي السابق في الحرس الثوري حسين كنعاني مقدم أن إسرائيل ستستمر في استهداف أذرع المقاومة الإسلامية المتحالفة مع إيران، مما يمكن أن يؤدي إلى تصعيد المواجهة في المستقبل.

على الجانب السياسي، تلقى الهجوم الإيراني انتقادات بسبب تأثيره على العلاقات الدولية وتوجيه الانتباه بعيدًا عن القضايا الأخرى في المنطقة. كما أثارت بعض التحديات مثل بطء حركة المسيرات وتحيز بعض الدول لصالح إسرائيل في التصدي للهجوم الإيراني.

لذا، يبقى التوتر بين إيران وإسرائيل مسألة تتطلب تصوراً رصيناً وحكمة في التعامل وتجنب الانزلاق نحو التصعيد، خاصة وأن العمليات الانتقامية والهجمات المضادة يمكن أن تفتح بابًا لموجة جديدة من العنف في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version