في بروكسل، نظّمت ثلاث منظمات خيرية كبيرة مظاهرة احتجاجية تسعى إلى إبراز عدم المساواة في التوزيع وتقاسم الثروات في مجتمعنا. انضم إلى المظاهرة عدد من النواب الأوروبيين المرموقين، بالإضافة إلى عدد من الناشطين الشباب للتنديد بالثروة المفرطة للأثرياء بوسائل فاخرة، حيث استعمل المتظاهرون طائرة هوائية نفخاً للفت الانتباه. وكشف تقرير منظمة أوكسفام الذي نُشر في إبريل الماضي أن حكومات الاتحاد الأوروبي تخسر مبلغ 286.5 مليار يورو سنويًا بسبب فشلها في فرض ضرائب كافية على الأثرياء.
هذا القدر المالي يعادل 33 مليون يورو في الساعة الواحدة. وقال جوليان ديزيديريو، مستشار سياسات الضرائب وعدم المساواة في منظمة أوكسفام في بلجيكا ليورونيوز: “إذا كنا قادرين على فرض ضريبة على الأثرياء المفرطين، يمكننا الحصول على تمويل لمساعدة في إنقاذ كوكبنا، ودعم المجتمعات المتضررة من الكوارث المناخية، بما في ذلك الفلاحين”. وزار عدد من النواب الأوروبيين من الأحزاب الخضراء واليسار والاشتراكيين الديمقراطيين المظاهرة. ويرى منظمة أوكسفام أن الطائرات الهوائية الخاصة التي تمتلكها الأثرياء المفرطون هي سبب لتلوث البيئة.
ووفقًا لأوكسفام، ينتج شخص من أثرى 1% من السكان في المتوسط 14 مرة أكثر من متوسط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مقارنة بشخص في النصف الأسفل من السكان. وبدت الناشطين واثقين من هذا التواصل حيث حملوا لافتات كتب عليها عبارة “حان الوقت للهبوط، ضرائب على الأثرياء المفرطين”. وتهدف المظاهرة إلى إحداث تغيير ينصب على تحقيق المساواة في فرص الثروة والحفاظ على البيئة.
تسعى المنظمات الخيرية “أفاز”، “وي موف”، و”أوكسفام” من خلال هذه المظاهرة الاحتجاجية إلى تسليط الضوء على عدم المساواة في التوزيع وتقاسم الثروات في المجتمع، وذلك من خلال جذب الانتباه إلى الأساليب الباذخة والمفرطة في الحياة التي يعيشها الأثرياء الفائقون. وهم يشيرون إلى أن تفاوتا كبيرا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يسببها استخدام الطائرات الهوائية الخاصة التي يمتلكها الأثرياء بشكل كبير، والتي تؤثر سلبا على البيئة. لذلك، فإن فرض ضريبة على الأثرياء المفرطين سيمكن من الحصول على تمويل لتدابير حماية البنية البيئية وتعويض المجتمعات المتضررة من الكوارث المناخية.
عقدت هذه المظاهرة الاحتجاجية خارج البرلمان الأوروبي في بروكسل بمشاركة العديد من النواب الشباب والنشيطين الذين يطالبون بضرورة فرض ضرائب عادلة على الثروات الفائقة. ويشير التقرير الصادر عن منظمة أوكسفام إلى أن الحكومات الأوروبية تفقد نحو 286.5 مليار يورو سنويا بسبب تقديمهم لامتيازات ضريبية للأثرياء، مما يعرض الاقتصاد العالمي لخطر العجز المالي. وتؤكد المظاهرة على أهمية فرض آليات إصلاحية تضمن تحقيق المساواة وحماية البيئة من تداعيات النمط الحياتي الباذخ للأثرياء.