نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن مستشارين وحلفاء للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن لديه خطة عالمية متشددة في حال فوزه بالانتخابات المقبلة. تشير هذه الخطة إلى أنه سيسعى إلى ممارسة ضغط يهدف إلى تغيير العلاقات التجارية والأمنية مع حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وشرق آسيا، بالإضافة إلى تعزيز الضغوط على خصومها. وحسب تصريحات مساعديه، فإن ترامب سيتحرك بسرعة لوضع حد لنزاعات مثل الحرب بين أوكرانيا وروسيا والنزاع في الشرق الأوسط، بينما سيطالب حلفاءه بزيادة إنفاقهم الدفاعي.

تقوم خطة ترامب على شعار “أمريكا أولاً”، حيث تُقيّم الدول على أساس فائضها التجاري مع الولايات المتحدة. السيناتور بيل هاغرتي، الذي كان سفير أمريكا في اليابان، صرح بأن العلاقات التجارية يجب أن تتسم بمعاملة متبادلة، مما يعكس رؤية ترامب بأن الحلفاء يجب أن يحققوا توازنًا في علاقاتهم التجارية مع الولايات المتحدة. من جهته، يرى المعارضون لتوجهات ترامب أن هذه السياسات تنم عن غطرسة، وقد يتم تقيمها على أنها تفتقر للمنطق الاقتصادي.

ويعتقد حلفاء ترامب السابقون والحاليون أن فترة ولاية ترامب الثانية ستثير إشكالات عديدة في العلاقات مع حلفاء أمريكا. وقد نأى العديد من الأشخاص الذين عملوا في إدارة ترامب بعيدًا عن مواقفه، مما يعكس وجود عدم استقرار في السياسة الخارجية الأمريكية. وفي ظل هذه الأجواء، يعاني حلفاء الولايات المتحدة من عدم القدرة على التنبؤ سلوكه، بالرغم من أنهم يدركون أن مثل هذا النهج قد يعطي مزايا معينة لأمريكا في المشهد الدولي.

يُتوقع أن تؤثر سياسة ترامب ضد الحلفاء أيضاً في دول حلف الناتو، حيث يُطالب الحلفاء بزيادة إنفاقهم على الدفاع. وقد أشار فريد فليتز، المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، إلى أن التزام الدول الأوروبية بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع سيكون نقطة هامة في سياسة ترامب. أما السيناتور هاغرتي، فقد أشار إلى إمكانية فرض رسوم جمركية صارمة على الواردات، بما في ذلك 20% على السلع الأمريكية و60% على الواردات من الصين.

من جهة أخرى، يعتقد حلفاء الولايات المتحدة في حالة فوز ترامب أن التركيز سيكون بشكل أكبر على العلاقات الثنائية بدلاً من التحالفات متعددة الأطراف، كما سعى الرئيس بايدن إلى توسيعها. وقد يتكرر السيناريو الحالي ولكن بنهج مختلف من خلال دعم التحالفات الاستراتيجية مع دول مثل بولندا وكوريا الجنوبية والهند. ويشير غرينيل إلى ضرورة التوجه نحو حلفاء يتطلعون إلى تحقيق المصالح المشتركة بدلاً من الالتزام بالأطر التقليدية.

ومع اقتراب الانتخابات، طرح ترامب ونائبه المقترح وجيه دي فانس فكرة إنهاء الحرب في أوكرانيا عبر تجميد النزاع وإقامة مناطق حكم ذاتي، وهو ما يعتبره بعضهم ضغطاً صائباً للتوصل إلى تسوية. ويسعى مؤيدو ترامب إلى استخدام الضغط الاقتصادي لإجبار روسيا على التفاوض، بينما بدت الحرب في غزة نقطة اهتمام أخرى، حيث قد يسعى ترامب إلى دفع الجهود نحو تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار من خلال الضغط على إسرائيل.

ستظل العلاقات مع الصين وحول قضية تايوان محورية في فترة رئاسية جديدة لترامب، حيث يتوقع أن يمضي نحو استثمارات دفاعية أكبر مع دعوة تلك الدول لبذل المزيد من الجهود. إن انتخاب ترامب سيزيد من تعقيد التحديات التي تواجهها السياسة الخارجية الأمريكية وخاصةً في ظل استمرار الضغوط من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مما سيولد آثاراً متزايدة على الأمن العالمي والعلاقات الدولية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.