مع بدء الحرب على غزة، اندلعت حملات مقاطعة للشركات المرتبطة بإسرائيل في جميع أنحاء العالم، بهدف التعبير عن الرفض للمجازر والإبادة الجماعية التي تعرض لها سكان غزة. في طاجيكستان، تحولت تجربة المقاطعة إلى نمط حياة استهلاكي جديد، حيث شهدت المتاجر تكدس منتجات شركتي “كوكا كولا” و”بيبسي” بسبب امتناع الناس عن شرائها.
تم اللجوء إلى استراتيجية “آخر الخيارات” في طاجيكستان من خلال عرض المنتجات المتكدسة بالمجان، ولكن لم يكن هناك زبائن يرغبون في استغلال هذه الفرصة. مقاطعة المنتجات التي ترتبط بإسرائيل تعد نموذجا للأنشطة السياسية في آسيا الوسطى، حيث ارتفعت المشاعر السلبية ضد سياسات إسرائيل والولايات المتحدة بين السكان.
منذ بداية الحرب على غزة، شهدت طاجيكستان تنظيم مظاهرات ومسيرات من قبل الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية لمساندة الشعب الفلسطيني، مصحوبة بحملات للتشجيع على مقاطعة البضائع التي تدعم إسرائيل. انضم رجال الدين وأئمة المساجد إلى الحملة وأصبحت خطب الجمعة فرصة لدعم الحملة وجمع التبرعات لسكان غزة.
من جانبهم، يروج صناع المحتوى في طاجيكستان للتضامن مع الشعب الفلسطيني ويروجون لمقاطع الفيديو والصور التي تظهر معاناتهم. تمت ترجمة هذه المحتويات إلى اللغتين الطاجيكية والروسية لزيادة الوعي. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت مبادرة “نحن معا” من قبل ممثلي المجتمع المدني وبدعم من وزارة الخارجية لجمع التبرعات لمساعدة المتضررين من غزة.
بالرغم من إقامتها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في العام 1992، إلا أن طاجيكستان تظهر ميلًا فاترًا تجاه إسرائيل، حيث يُشجع المقاطعون على عدم شراء المنتجات التي ترتبط بالدولة العبرية. يعكس تاريخ العلاقات الثقافية والاقتصادية بين طاجيكستان وإيران وادعاؤها بالقرب للفلسطينيين في الأمم المتحدة هذا التوجه. اليهود الذين كانوا يعيشون في طاجيكستان هاجروا جميعًا إلى الولايات المتحدة وإسرائيل مما أدى إلى اندثار الجالية اليهودية في البلاد.