نظام Spitzenkandidaten تم تقديمه في عام 2014 عندما عقدت الاتحاد الأوروبي اقتراعًا لأول مرة بعد دخول اتفاقية لشبونة حيز التنفيذ. وعلى ضوء هذا النص، اخترع النواب نظام Spitzenkandidaten الذي يتطلب من كل حزب سياسي، من الأكبر إلى الأصغر، ترشيح مرشح رئيسي ليصبح رئيس اللجنة الأوروبية. وفي عام 2014، نجحت الجهود وتم اختيار جان كلود يونكر رئيسًا للجنة الأوروبية. لكن بعد خمس سنوات، سقط النظام بشكل مذهل عندما ارتقت أورسولا فون دير لاين إلى رئاسة اللجنة دون أن تشارك في الانتخابات. لذلك، يُطرح التساؤل عما إذا كان يمكن لهذا النظام البقاء وتقديم الشفافية والشرعية المطلوبة.

ومع ذلك، تُظهر الأفكار أن النظام يقع على أسس ضعيفة. فهو يتلاعب بالدور الديمقراطي الذي يتطلب من المرشحين أن يتبنوا موقفًا مستقلاً بعد ترشيحهم كرئيس محتمل. كما أن النظام يجعل من الصعب على المرشحين التواصل مع ناخبين يتحدثون لغات مختلفة، وهذا النقص في التواصل يجعل من الصعب على الناس تقبل هذا النظام على نطاق واسع. بالرغم من هذه العيوب، يبدو أن النظام لن يختفي قريبًا، ويجب أن يخضع للتعديل لزيادة فعاليته وشفافيته وشرعيته.

ومن الأمور الصعبة بالنسبة للناخبين الأوروبيين هي أن الانتخابات الأوروبية تتصف بأنها تحول الى انتخابات وطنية حيث يعتمد الناخبون قراراتهم على القضايا المحلية وغالبًا ما يصوتون احتجاجًا على القائد الحاكم بدلاً من اللجنة الأوروبية. كما أن عدم وجود قوائم عابرة تجعل من الصعب على المواطنين التصويت للمرشحين الرئيسيين في بلدهم، الأمر الذي يجعل من النظام أقل شعبية في ظل عدم احترامه من قبل بعض الأحزاب.

وتشير الانتقادات أيضًا إلى أن نظام Spitzenkandidaten قد تهدد قدرة اللجنة على العمل مع البرلمان والدول الأعضاء، لأنه من المرجح أن يميل التنفيذ إلى الحزبين أكثر من الزملاء الأوروبيين. ومع ذلك، بالرغم من هذه العيوب، يبدو أن النظام قد اكتسب قبولًا ويُرجح استمراره لفترة طويلة، بغض النظر عن مصيره بعد الانتخابات التي ستجرى في يونيو.

وعلى الرغم من تحدياته وتناقضاته الواضحة، يلاحظ بأن النموذج “قد حصل على شعبية” وأنه من المرجح أن لا يختفي قريبًا، وفقًا لسوفيا روساك، وهي باحثة في مركز الدراسات الأوروبية. وتقول روساك أنه ربما يستغرق وقتا طويلاً حتى ينجح هذا الإجراء في التواصل مع المواطنين الأوروبيين عبر الاتحاد بأسره، ويمكننا التعامل مع هذا النظام بحذر وبدون الخضوع لضغوط وبدون رفضه جملة وتفصيلا.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version