أقر المجلس الأوروبي في بروكسل قانونًا يحدد القواعد الدنيا في نطاق الاتحاد الأوروبي لتعقب وتحديد وتجميد ومصادرة وإدارة الممتلكات الإجرامية. وهدف هذا القانون الجديد هو محاربة الجريمة المنظمة والأرباح غير المشروعة المترتبة عنها في البلدان الأعضاء. ويجب على الدول الأعضاء ضمان حصول السلطات على الموارد اللازمة لأداء واجباتها وتطبيق القواعد التي تحددها الاتحاد الأوروبي.
كما يتعين على الدول الأعضاء قدرتها على تجميد الممتلكات، وفي حالة إدانة مرتقبة يتم مصادرة الأدوات والعوائد المتحصلة من جريمة جنائية، بالإضافة إلى تطبيق قواعد تسمح بمصادرة الممتلكات التي تساوي قيمة عائدات الجريمة. وتمكن القواعد الجديدة الدول الأعضاء من مصادرة الثروة غير المبررة عندما تكون مرتبطة بسلوك يرتكب من قبل منظمة إجرامية وتولد فوائد اقتصادية.
ستتمكن الدول الأعضاء من تعزيز مكاتب استرداد الممتلكات لتعزيز التعاون مع السلطات الوطنية والمدعي العام الأوروبي في التحقيقات المتعلقة بتعقب الأصول. وستكون لهذه المكاتب الوصول إلى قواعد البيانات والسجلات الضرورية لأداء مهامها. وسيتم بدء سريان القانون في اليوم العشرين من نشره في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، وستكون أمام الدول الأعضاء فترة 30 شهرًا لتنفيذ أحكامه في تشريعاتها الوطنية.
وتشير بيانات يوروبول إلى أن المنظمات الإجرامية تحقق إيرادات تقدر بحوالي 139 مليار يورو سنويًا على الأقل. وبتبني هذا القانون الجديد، من المتوقع أن تتمكن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من مكافحة الجرائم المنظمة بشكل أكثر فعالية وتقديم الدعم اللازم لسلطاتها لتعقب الممتلكات الإجرامية ومصادرتها، وبالتالي تقليل الأرباح غير المشروعة التي تستفيد منها تلك المنظمات.
إذا تمت مصادرة الممتلكات المرتبطة بالجريمة المنظمة، فإن هذا سيساهم في القضاء على الممتلكات غير المشروعة وتقليل تأثير الجريمة المنظمة على المجتمعات والاقتصادات. ومن المهم أن تعمل الدول الأعضاء على تنفيذ قواعد القانون الجديد بشكل فعال وسريع لضمان حماية المجتمع وتعزيز الأمن والاستقرار في البلدان الأعضاء.