مع غروب الشمس، تشير تقارير ناشطين إلى اقتراب قارب يحمل لاجئين من الروهينغيا من السواحل الجنوبية الشرقية لإقليم آتشيه الإندونيسي. انطلق هذا القارب في رحلة مأساوية قبل 17 يوماً من السواحل الجنوبية الشرقية لبنغلاديش، حيث يعيش الكثير من أفراد هذه المجموعة في ظروف قاسية داخل المخيمات. يتكون القارب من 165 لاجئًا، بينهم نساء وأطفال، وقد اجتاز رحلة محفوفة بالمخاطر عبر بحر أندامان، حيث شهدت عملية الوصول تحديات كبيرة، منها نقص حاد في الطعام والماء، مما أدى إلى وفاة امرأة من بين الركاب.

تُظهر التسجيلات التي حصلت عليها “الجزيرة نت” معاناة هؤلاء اللاجئين وتفاصيل الرحلة المروعة التي قامت بها مجموعة من الروهينغيا الأيزيديين في محاولتهم للوصول إلى جاكرتا. يعاني هؤلاء اللاجئون من الضغط النفسي والجسدي نتيجة الأوضاع الصعبة، حيث يحاربون للبقاء على قيد الحياة في ظل ظروف مناخية قاسية وغياب الموارد الأساسية. تظهر إحدى الصور سيدة مسجاة على سطح القارب بعد أن توفيت بسبب الجوع والمرض، تاركة خلفها أطفالها الذين أصبحوا يتامى.

بالإضافة إلى الأبعاد الإنسانية، تواجه هذه المجموعة تحديات أمنية خطيرة. يشير أحد الناشطين الروهينغا إلى أن المهربين الذين قاموا بنقلهم تركوا القارب وأقلعوا في زورق آخر، تاركين الركاب دون وقود أو طعام كافٍ. هذه الظاهرة ليست جديدة، فقد تكررت في رحلات سابقة للاجئين، مما يبرز وضع اللاجئين الرهيب وحاجتهم الماسة للمساعدة. ومنذ صباح السبت، اقترب القارب من السواحل، لكن لم يُسمح له بالرسو، مما يزيد من مخاوف اللاجئين حيال مصيرهم.

تعتبر هذه الحادثة أول وصول لقارب يحمل لاجئين روهينغا إلى السواحل الإندونيسية منذ فترة تتجاوز سبعة أشهر. لقد تشهد السواحل الإندونيسية مصاعب متزايدة، حيث وصل إلى هناك عدة قوارب في السابق، ولكن هذه المرة هي حالة جديدة تمثل تحديًا إنسانيًا أمام السلطات. من جهة أخرى، فإن المخيمات في بنغلاديش تواجه تضاعفًا في الأزمات، حيث تعاني من نقص مستمر في الغذاء، وتتعرض للاحتكاكات الأمنية بين الجماعات المختلفة، ما يهدد حياة اللاجئين.

على الرغم من الظروف القاسية التي يعيشها اللاجئون، فإن الوضع الأمني في مناطقهم الأصلية لا يقل سوءًا. تشهد ولاية أراكان صراعات مسلحة تزايد حدتها منذ نوفمبر الماضي، حيث تتصارع القوات العسكرية الحكومية مع جيش أراكان، مما يجبر الكثير من شباب الروهينغا على الهروب من التجنيد الإجباري أو الانضمام إلى الصراع بشكل غير إرادي. لذا، فإن هذه النزاعات تدفع اللاجئين لمغادرة منازلهم في بحث محموم عن الأمان.

في سياق تطوير الوضع الإنساني، دعا الرئيس البنغلاديشي المجتمع الدولي إلى مد العون لتحقيق حل عادل للقضية الروهينغية. وخلال استقباله عددًا من السفراء، أشار إلى التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه بلاده، والتي تستضيف أكثر من 1.2 مليون لاجئ روهينغي، وسط ظروف سياسية واقتصادية صعبة. وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن الأمل في مستقبل أفضل للروهينغا يتطلب جهة دولية فاعلة تسهم في وضع حد لمأساة هؤلاء اللاجئين الذين عانوا طويلاً.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.