مع بدايات القرن الـ20، وظهور “الحركة الخمسينية” في الولايات المتحدة وإنجلترا، شهدت أفريقيا ظهور حركات دينية تسعى إلى إنشاء كنائس مستقلة تعكس الهوية والخصوصية الأفريقية. وانبثقت من هذه الحركات الكنائس الخمسينية الأفريقية، التي استخدمت المعتقدات الأفريقية وتعاليم العهد القديم كأساس لها، مؤكدة على الزواج بين الثقافة الأفريقية والمسيحية. وهدفت هذه الكنائس إلى خدمة المجتمعات الأفريقية والتحرر من التأثيرات الاستعمارية والتبشيرية، لكنها تحولت فيما بعد إلى داعم لإسرائيل في القارة.

بدأت حركة كنيسة الخمسينية الكاريزماتية في عام 1905 في الولايات المتحدة وإنجلترا، ثم انتشرت إلى جنوب أفريقيا وساحل العاج. وفي غانا ونيجيريا بدأت النسخة المعدلة أفريقيا خلال ثلاثينيات القرن الـ20، وزادت أعداد المؤمنين بها بشكل ملحوظ. وتمثل الخمسينية حوالي 35% من مجموع المسيحيين في أفريقيا، و36% في منطقة جنوب الصحراء الكبرى وحدها، مما يعكس نموًا سريعًا في العقود الأخيرة.

تتميز الكنائس الخمسينية بقوة نموها وشبكاتها الواسعة التي تمتد حتى الأرياف البعيدة. وتشير دراسة بموسوعة أكسفورد إلى دورها في تطوير المسيحية بأسلوب يتناسب مع ثقافات واهتمامات المؤمنين. وتعتقد هذه الكنائس بوجوب الكشف عن الزيف ومحاسبة الكنائس الغربية على تلاعبها بالنصوص، وهو ما يشمل دعمها لليهود وإسرائيل بناءً على عهد الله لإبراهيم.

تبرز نيجيريا كمثال رئيسي لنمو الحركة الخمسينية في أفريقيا، حيث يمتد تأثير قادتها الدينيين عالميًا، ويجذب الكثير من المتابعين. وقد قادت شخصيات معروفة زيارات إلى إسرائيل، معبرة عن دعمها لها على أرض الواقع وعبر وسائل الإعلام. وتظهر العلاقة بين الكنائس الخمسينية وإسرائيل في مواقفها السياسية والدينية، حيث يرى بعض قادتها في الدعم لإسرائيل مصدرًا للبركات الإلهية.

من ناحية أخرى، تعكس حالة أوغندا اندماج الكنائس الخمسينية مع تأييد إسرائيل، من خلال تنظيم مؤتمرات وفعاليات لدعمها. وتشهد غانا جهودًا مشتركة بين السفارة الإسرائيلية والكنائس الخمسينية في تعميق الروابط بين البلدين، وأعلن الرئيس الغاني خططًا لإنشاء كاتدرائية وطنية تعبيرًا عن التناغم الروحي. وتعكس هذه الجهود سعي الكنائس الخمسينية في أفريقيا إلى دعم وتعزيز العلاقات مع إسرائيل ونعتها.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version