أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تواصل القيام بعمليات مؤلمة ضد الاحتلال الإسرائيلي على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة نتيجة الحصار المفروض. وقد جاء هذا التأكيد خلال تحليله للعملية العسكرية الأخيرة التي نفذتها الكتائب شرق معسكر جباليا، حيث أظهر أن العملية كانت مدروسة ومُعدة بشكل جيد قبل بدء الاجتياح البري، مما يدل على مستوى عالٍ من التحضير والتخطيط من جانب فصائل المقاومة.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر الفلاحي أن الكمين الذي تم تنفيذه في المنطقة يتضمن تنويعًا في نوع الكمائن، حيث تم الإعداد لعمليات ضد الدبابات والأشخاص والمركبات. واعتبر أن استخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة والتكتيكات مثل تفجير عبوات الشواظ والعبوات الرعدية وقذائف التاندوم كانت خطوات أساسية لمواجهة الدبابات، مما يشير إلى وجود استراتيجيات متكاملة تهدف إلى تحقيق أقصى تأثير على قوات الاحتلال.

وفي سياق قدرات كتائب القسام على نصب الكمائن في المناطق التي تسيطر عليها قوات الاحتلال، أشار الفلاحي إلى أن معرفة فصائل المقاومة الجيدة عن طبيعة المنطقة الجغرافية تعد عاملاً رئيسيًا يمكنهم من تنفيذ مثل هذه العمليات. كما أوضح أن تكتيكات حرب العصابات تسمح للمقاومة بالتحرك بحرية أكبر في هذه المناطق، مما يعكس ضبطًا عسكريًا وفنيًا عالياً في المناورات والتكتيكات المستخدمة.

تناول الفلاحي أيضًا العمليات الأخيرة في رفح، مشيرًا إلى أن هذه العمليات تبرز كذبة الاحتلال حول فشل تفكيك كتائب المقاومة في هذه المنطقة. وأكد أن هناك تأكيدات على تصاعد العمليات العسكرية في رفح، بما في ذلك تدمير بعض الأهداف العسكرية ونجاح العمليات التفجيرية، مما يوضح قدرة المقاومة على الاستمرار والدفاع عن نفسها ضد الجيش الإسرائيلي.

كما سلط الفلاحي الضوء على قدرة المقاومة في التكيف مع الظروف المعقدة، حيث إن العمليات العسكرية تبين الانتقال من المناطق الشرقية إلى الغربية رغم الصعوبات المحيطة بالوصول إلى تلك المناطق. وأشار إلى وجود فرص كبيرة للمقاومة لتنفيذ عملياتها في الأماكن المفتوحة والزراعية، منوهاً إلى إمكانيات التنقل السريع والقدرة على نصب الكمائن.

في النهاية، توضح تصريحات العقيد حاتم كريم الفلاحي أن كتائب القسام لديها القدرة والإرادة لمواجهة صعوبات الحصار وظروف الحرب، حيث تشكل استراتيجياتها العسكرية المتنوعة والتخطيط المدروس أساسًا لاستمرارية المقاومة في سياق يتسم بالتحديات. إن هذه الأنشطة العسكرية تشير إلى وجود روح المقاومة والقدرة على مواجهة الاحتلال، مما يجعل من الصعب على قوات الاحتلال تحقيق أهدافها في التمكين والسيطرة الكاملة على الأرض. وتبرز الدروس المستفادة من هذه العمليات أهمية التعرف على طبيعة البيئة الجغرافية والاستفادة من استراتيجيات حرب العصابات لتحقيق التفوق في الصراع.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version