أدى القصف الإسرائيلي الذي استهدف معبر “المصنع” على الحدود اللبنانية السورية في منطقة البقاع إلى توقف حركة شحن البضائع والأفراد، مما أحدث تحولات جذرية في الوضع الاقتصادي اللبناني، وخاصة في مدينة مجدل عنجر القريبة. يعدّ معبر المصنع من المعابر الستة الأكثر أهمية بين لبنان وسوريا، ويعتبر الأقرب بين مرفأ بيروت والأسواق الخارجية، مما أثر سلبًا على حركة التجارة وتسبب في تحويل الكثير من عمليات الاستيراد والتصدير إلى المعابر الأخرى في الشمال اللبناني.
خالد يوسف، صاحب مكتب تخليص جمركي في المعبر، أشار إلى أن حركة الترنزيت توقفت كلياً بعد القصف، وتراجعت القيمة التجارية من حوالي 700 مليون دولار سنوياً إلى الصفر. فقد كان لبنان يعتمد على المعبر لتصدير منتجات محلية مثل الفواكه والخضروات، واستيراد مواد أولية ومكونات أساسية مثل القمح والأدوية. وأفاد بأن نسبة كبيرة من الصادرات اللبنانية تمر عبر معبر المصنع، مما يبرز الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تسببت بها الأحداث الأخيرة.
بدوره، أكد عمر أبو هيكل، أحد أصحاب المؤسسات القريبة من المعبر، أن معظم أعماله توقفت نتيجة للاشتباكات، مضيفًا أنه اضطر لتقليص عدد العاملين في ظل أزمة مستمرة. بينما أشار حكمت ياسين، من أهالي مجدل عنجر، إلى تكرار القصف الإسرائيلي، والذي أدى إلى قطع التواصل بين لبنان وسوريا بشكل نهائي عند نقطة العبور الشرعية، مشيرًا إلى المخاطر التي يتعرض لها الناس الذين يحاولون استخدام طرق بديلة للوصول إلى سوريا.
وأشار المواطن “م. س”، سائق أجرة، إلى أن الناس لا تزال تستخدم الطرق الترابية على الرغم من المخاطر الموجودة نتيجة القصف. الأغلبية من الناس ممن يتنقلون من لبنان إلى سوريا أو العكس يعانون من صعوبات كبيرة، إذ يعمل البعض على تجنب الحفر الكبيرة الناتجة عن القصف، ويقومون بالسير لمسافات طويلة للوصول إلى نقاط التوصيل. هذه الأوضاع الصعبة تسلط الضوء على الأزمة الإنسانية المتزايدة.
السيد عدنان فهيم ياسين، رئيس المجلس البلدي لمجدل عنجر، أكد أنه منذ الضربة الأولى، كانت البلدية تسعى للتخفيف من تداعيات القصف على المدينة. وجاءت جهوده بالتعاون مع المراجع الرسمية لمعالجة مشكلات عدة تتعلق بالمياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى دعم المجتمع المحلي والنازحين. وأكد أن تعديل السلوكيات لا يزال في بدايته، حيث تواجه المدينة العديد من التحديات، منها إدارة النفايات التي أصبحت أكثر تعقيدًا بسبب التدمير الذي حصل.
وفي الختام، يظهر أن القصف الإسرائيلي على معبر المصنع لم يؤثر فقط على حركة البضائع والأفراد، بل ترك أثرًا بالغًا على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في مجدل عنجر. ومع تواصل الضغوطات وغياب الحلول الفورية، لا يزال السكان المحليون والنزلاء في وضع صعب ينتظرون تحسن الوضع الأمني والاقتصادي.