تناولت الصحافة العالمية قضايا محورية تتعلق بإسرائيل، مع التركيز على أزمة التسريبات في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومعاناة الجيش الإسرائيلي من انخفاض حاد في عدد المجندين وكفاءتهم. وقد وصفت صحيفة “جيروزاليم بوست” أزمة التسريبات بأنها أزمة خطيرة، محذرة من أن التصريحات التي قد تُصدر من مكتب نتنياهو قد تلاحقه في مراحل التحقيق المقبلة. بالإضافة إلى ذلك، قامت صحيفة “هآرتس” بطرح تحليل يسلط الضوء على ما وصفته بثقافة الفساد المستشرية في مكتب رئيس الوزراء، حيث تساءلت عن كيفية وصول المشتبه بهم إلى المداولات الأمنية والمواد الاستخبارية الحساسة.
في غزة، أبرزت صحيفة “الغارديان” معاناة سكان القطاع في ظل تدهور اقتصادهم، حيث استعرضت قصة فريدة الغول التي تعمل على تعليم الأطفال بالرغم من الظروف الصعبة وانعدام الخدمات الأساسية. وأوضحت الصحيفة أن الأجور المتدنية تتآكل بشكل أكبر بسبب ارتفاع تكاليف الخدمات المختلفة. وفي الجانب الآخر، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن أزمة خطيرة يواجهها الجيش الإسرائيلي، مشيرةً إلى انخفاض حاد في أعداد المجندين وكفاءاتهم، حيث لم يتوجه ثلث المطلوبين للتجنيد لمكاتب التجنيد، كما أن 15% من الجنود تسربوا أثناء الخدمة، مع تضاعف حالات الإعفاء لأسباب طبية ونفسية، خاصة في وقت يسعى فيه الجيش إلى استقطاب 7 آلاف جندي مقاتل.
وعلى الجبهة اللبنانية، رصدت صحيفة “الفايننشال تايمز” حجم الدمار الذي تسبب فيه الجيش الإسرائيلي في 30 بلدة وقرية بجنوب لبنان، حيث تمت الإشارة إلى بلدة العديسة كمثال على المبانى التراثية التي دُمرت، مع نقل تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي وصف المنطقة بأنها “حزام الأمان”، وأكد استمرار الهجمات البرية. هذه التقارير تعكس الوضع المتوتر في المنطقة وتأثير العمليات العسكرية على المدن والقرى.
وفي إطار مختلف، تناولت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية ما وصفته بالمزاج الإيجابي في الأوساط العسكرية الإسرائيلية، حيث تراجع الحديث عن تدمير حركة حماس، واعتقدت المؤسسة العسكرية أن الحركة لم تعد قادرة على إلحاق الأذى بإسرائيل. ورغم ذلك، أكدت الصحيفة على أن أي حديث عن الانتصار يبقى بلا معنى ما لم يعد جميع الأسرى، سواء أحياء أو أمواتًا، ما يشير إلى التعقيد البشري والحسي لهذا الصراع المتواصل.
وعلى صعيد آخر، أفردت صحيفة “واشنطن بوست” مساحة للحديث عن الإجراءات الأمنية غير المسبوقة التي تم اتخاذها لتأمين الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث وصفت الانتخابات بأنها شديدة المخاطر. وأوضحت أن هذه الإجراءات لا تقتصر على حماية الناخبين بل تأخذ بعين الاعتبار التداعيات المحتملة لنزعة المرشح الجمهوري دونالد ترامب لإنكار نتائج الانتخابات، وانتقال تلك النزعة إلى قلب حزبه، مما يرسم صورة معقدة للمشهد السياسي في الولايات المتحدة.
في النهاية، تعكس القضايا المطروحة في الصحافة العالمية واقعًا مليئًا بالتعقيدات والأزمات التي تواجه كل من إسرائيل والولايات المتحدة. من أزمة التسريبات والفساد في مكتب رئيس الوزراء، إلى التحديات التي تواجه الجيش الإسرائيلي في تجنيد المقاتلين، إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة، وانعكاسات ذلك على الساحة اللبنانية، وصولًا إلى تأثيرات الانتخابات الأميركية. كل هذه التحديات تشير إلى مشهد سياسي واجتماعي يحمل في طياته الكثير من التوترات والصراعات.