استمر العدوان الإسرائيلي، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على قطاع غزة وجنوب لبنان لأكثر من عام، دون أن يتمكن من تحقيق أهدافه في إعلان “نصر مطلق” على حركة حماس أو حزب الله. على الرغم من بعض “النجاحات” الميدانية، مثل عمليات الاغتيال والتدمير، يبقى الشك والفشل والقلق يسيطران على نتنياهو الذي يواجه واقعًا مريرًا يعيق تقدم الجيش الإسرائيلي. تتجلى الحقيقة في أن المقاومة، رغم المجازر التي يرتكبها الاحتلال، لا تزال تحقق إنجازات مهمة تسلط الضوء على إخفاق نتنياهو، مما يجعله محاصرًا في مشاعر الإحباط والفشل.

تسبب القتال المستمر بين الاحتلال والمقاومة في ارتفاع عدد القتلى والجرحى الإسرائيليين، حيث تشير التقارير إلى أن الآلاف من الجنود والمواطنين يعانون من إصابات. عبّر المحللون الإسرائيليون عن مشاعر اليأس والقلق المتزايد في المشهد السياسي والمجتمعي، مع تزايد الضغوط المتزامنة من المقاومة في غزة وتهديدات من إيران وحزب الله. الوضع الصعب على الأرض ساهم في تصاعد الدعوات وسط القادة بشن حملة موسعة ضد المقاومة، ومع ذلك، فشلت هذه الجهود في تحقيق نتائج ملموسة.

في صفحات الحرب، تبرز الأحداث في الجبهة اللبنانية، حيث أقدم حزب الله على استهداف العمق الإسرائيلي، مما يعكس عدم قدرة جيش الاحتلال على تأمين الحماية الملائمة. فقد تعرض منزل نتنياهو للقصف، مما أثار مخاوف كبيرة لدى الجمهور الإسرائيلي وزاد من الشكوك حول فعالية الدفاعات الأمنية. تستمر التهديدات القادمة من لبنان وكثافة الهجمات على الولايات المتحدة ومراكز الاحتلال في تعزيز إحباطات القيادة الإسرائيلية، بينما يشير الحزب إلى تقدم في قدراته العسكرية والتكتيكية.

في سياق متصل، اضطرت الحكومة الإسرائيلية إلى إجلاء الآلاف من سكان الشمال والجنوب بسبب مخاطر الضربات الصاروخية، مما أدى إلى تسجيل حالات نزوح غير مسبوقة. وتتجاوز التقديرات الرسمية عدد النازحين، مما يزيد من العبء الاقتصادي والمعنوي على الحكومة الإسرائيلية. هذه القضية تلقي بظلالها على الوضع الاجتماعي والسياسي في البلاد، حيث بدأت تظهر دلائل على فقدان الثقة في قدرة الحكومة على تأمين السلام والأمان.

وفقًا للتقارير، فإن هجمات المقاومة على الجبهات المختلفة قد أدت إلى حبس أكثر من مليوني إسرائيلي في الملاجئ، مما أسفر عن تساؤلات حول جاهزيتها وفعاليتها في مواجهة التصعيد. لم توفر المنشآت المحصنة أي حماية تذكر ضد الضربات المباشرة، مما يزيد من القلق إزاء الوضع الأمني. كما تم الكشف عن نقص المؤسسات المخصص للملاجئ، مما يزيد من إحباط القادة العسكريين ويبرز ضعف الاستعدادات الدفاعية.

مما يزيد الوضع سوءً، ظهور بوادر الهجرة العكسية بين المواطنين الإسرائيليين، إذ يظهر أن الأوضاع الأمنية دفعت العديد من الإسرائيليين للتفكير في مغادرة البلاد. ومع أن الإحصائيات الرسمية لم تكشف عن الأعداد الحقيقية للذين غادروا، إلا أن الأوضاع الحالية تشير إلى أزمة ثقة في الاستقرار. فضلاً عن ذلك، تزايدت العمليات المسلحة من قبل الفصائل الفلسطينية، مما أدى إلى تصعيد الخوف داخل المجتمع الإسرائيلي وتناول العمليات كأداة فعالة للرد على الاعتداءات.

في النهاية، فقد أدت الحرب إلى تكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة، حيث قدرت التكاليف بفعل النزاع بأكثر من 67 مليار دولار. رافقت هذه الخسائر سلسلة من التحذيرات بشأن المخاطر الجيوسياسية وتأثيرها على التصنيفات الائتمانية. استمرار العدوان والتهديدات بإمكانية اندلاع مواجهات جديدة تعكس أزمة حقيقية تواجهها الحكومة الإسرائيلية، مما يدفعها للتفكير في ضرورتها للاتجاه نحو حل سلمي وليس عسكري.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version