عقد مؤتمر التغير المناخي في مدينة ترينتو الإيطالية، حيث ناقش المشاركون كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في معالجة قضايا تغيير المناخ التي لم تستطع العقول البشرية حلها. جاءت هذه التساؤلات في ظل أزمة تخص آلاف المزارع والمناطق المتضررة من آثار التغير المناخي، مثل الاحتباس الحراري وانحسار الغابات. هدف المؤتمر بشكل أساسي إلى إيجاد نماذج استدامة فعالة تساهم في تقليل آثار التغير المناخي، خاصة فيما يتعلق بالزراعة والغابات والمحيطات.

تمت مناقشة كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تعزيز المعرفة بمناخ الأرض وتحسين عملية مراقبة البيئة، إلا أن المشاركين أشاروا إلى أن هذه التكنولوجيا تمثل أيضًا استهلاكًا هائلًا للطاقة. فقد أظهرت الدراسات أن مراكز البيانات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي تستهلك كهرباءً تفوق ما تنتجه دول كاملة، وهذا يدعو للتفكير في كيفية استخدام هذه التكنولوجيا بشكل مستدام. كما تم تسليط الضوء على الحاجة إلى تشريعات تضمن توزيع الفوائد والتكاليف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بين مختلف الأطراف، خاصةً الحكومات والشركات والمجتمعات المحلية.

اتفق الخبراء على أهمية الذكاء الاصطناعي في إعطاء دفعة جديدة لمهام مواجهة التغير المناخي، ولكنهم أشاروا إلى ضرورة وجود رؤية مشتركة بين جميع المعنيين. وبالتالي، تحتاج الحكومات والشركات والمجتمعات إلى تكثيف الجهود لتحويل هذه التكنولوجيا إلى وسائل فعلية للبقاء والمساعدة في التصدي للمشكلات البيئية. وأظهرت الجلسات كيف يمكن استخدام الأدوات التكنولوجية مثل الطائرات المسيّرة في الزراعة لتحسين الإنتاج وتقليل الأثر البيئي.

أحد المواضيع الرئيسية التي تم تناولها كانت تحديات الزراعة وتأثير التغير المناخي عليها. في ظل احتجاجات المزارعين ضد تشريعات الاتحاد الأوروبي، تم التعرف على أن الزراعة ليست فقط عرضة لمخاطر التغير المناخي، بل تسهم فيه أيضًا. واستعرض المتحدثون كيفية تحويل هذه التحديات إلى فرص من خلال تشجيع الاستثمارات في التكنولوجيا المتقدمة وتحقيق ممارسات زراعية مستدامة. كان هناك تأكيد على أهمية التكامل بين الأبحاث العلمية والابتكار في خلق استراتيجيات فعالة لهذه التحديات.

كما تطرق المؤتمر إلى تأثير الأحداث العالمية الكبرى مثل الأولمبياد وكأس العالم على البيئة. تمت مناقشة الاستدامة كجزء أساسي في تنظيم هذه الفعاليات، حيث سعت أولمبياد باريس 2024 إلى أن تكون أول حدث رياضي دولي محايد للكربون. ومع اقتراب الألعاب الأولمبية الشتوية في ميلانو-كورتينا 2026، تم التأكيد على أهمية التعلم من الأحداث السابقة لتحقيق النتائج المرجوة في مجال الاستدامة وضمان أن تصبح الممارسات البيئية في تلك الفعاليات إرثًا مستدامًا.

على مدار ثلاثة أيام، عمل المؤتمر على تعزيز النقاش حول قضايا المناخ، وشارك فيه باحثون وصناع قرار وخبراء في مجالات متعددة. كانت أهداف المؤتمر تدور حول إيجاد أفكار جديدة وحلول للتحديات التي يعتبرها الكثيرون “الخطر الأعظم الذي يواجه البشرية”. وتأمل الفرق المشاركة في وضع وثيقة موحدة تضم توصيات فعالة لمواجهة أزمة المناخ وكيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي كحليف في هذه الحرب.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version