قامت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بإصدار حكم تاريخي يفتح الباب أمام العديد من القضايا الجديدة المتعلقة بتغير المناخ في جميع أنحاء العالم. وحكمت المحكمة أن فشل سويسرا في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل كافٍ كان انتهاكاً لحقوق مجموعة من النساء السويسريات. وقد اعتبرت المحكمة أن تأثيرات تغير المناخ على حقوق الإنسان تحقق أساساً لتقديم المطالبات.
وكان هذا أول قرار يتخذه المحكمة بشأن تغير المناخ، ويمثل تحولاً كبيراً في دور المحاكم في تعاملها مع أزمة المناخ واستجابة الدول لها. وتعمل الآن المحامون والأكاديميون والناشطون على دراسة الحكم الذي يتألف من 250 صفحة لفترة طويلة، وذلك لفهم الآثار والتبعات التي قد يكون لهذا القرار على القوانين البيئية في جميع أنحاء العالم.
وقد أشارت مديرة المناخ والطاقة في مركز القانون البيئي الدولي إلى أن القرار يؤكد على دور القضاء في فرض التزامات القانونية للدول لمنع الأضرار البيئية، وأن الحكومات يجب أن تتحرك لسد الفجوة بين تدابيرها المناخية وحقوق الإنسان لتجنب العواقب القانونية.
وللرد على الحكم، تم توجيه انتقادات من جانب بعض الأحزاب والمسؤولين في سويسرا والمملكة المتحدة، معتبرين أن المحكمة تجاوزت صلاحياتها. ومع ذلك، تؤكد منظمة أصدقاء الأرض والمتضررين من تغير المناخ على أهمية تنفيذ إجراءات فعالة لحماية البيئة وحقوق الإنسان.
ومن جانبها، تشير الدعاوى المستقبلية في المحكمة إلى أن هناك تشابهاً كبيراً في الحكم الذي تم اصداره حول تغير المناخ، مما يعزز احتمالية قيام دول أخرى بتقديم دعاوى قضائية مماثلة. ومن المؤكد أن هذا الحكم سيوجه النقاشات السياسية حول التعديلات المستقبلية على القوانين البيئية وحقوق الإنسان للمحافظة على البيئة النظيفة والمستدامة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version