أدت الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، وخصوصاً على المناطق الجنوبية والبقاع الغربي، إلى تدمير نهائي للعديد من المزارع، وقد أثرت هذه الاعتداءات بشكل خاص على موسم الزيتون، الذي يعد من المصادر الأساسية للرزق لأكثر من 100 ألف عائلة في تلك المناطق. فقد أدى القصف إلى تدمير قرى كاملة، سقط فيها الكثير من الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى تدمير المنازل والبنية التحتية. يعتبر موسم الزيتون عصباً اقتصادياً مهماً ليس فقط للمزارعين بل أيضاً للبنان بشكل عام، حيث يسهم بشكل كبير في تحسين وضع الصادرات.
وفقاً لمختار بلدة سحمر، ياسر الخشن، فإن الاعتداءات أدت إلى تدمير مساحات شاسعة من بساتين الزيتون، حيث قُدرت الخسائر بنحو 6 آلاف شجرة زيتون، منها 4700 شجرة معمرة. وقد طالت الأضرار مختلف بلدات الجنوب مثل دير ميماس وبرغز ومرجعيون. وأوضح الخشن أن الأضرار واسعة النطاق، ولا يمكن تعويضها حتى تُحسم تبعات الحرب وتعود الأسر إلى حياتها الطبيعية. ويشير إلى أن الوضع مقلق للغاية، خصوصاً أن الوضع الأمني يزداد تدهوراً.
في الوقت نفسه، يسارع المزارعون في المناطق الغير مستهدفة من الاعتداءات، كبلدات البقاع الغربي، إلى قطف الزيتون قبل موعده، خوفاً من توسع الاعتداءات. ويقول أحد المزارعين، جمعة عيسى، إن العديد من الفلاحين لجأوا إلى قطف الزيتون مبكراً، لكن الكميات قليلة جداً مقارنة بالأعوام السابقة. ويعبر عن مخاوفه بأن الكميات لن تكون كافية للتصدير، خصوصاً مع تكاليف العمالة المرتفعة، التي زادت عن العام الماضي، مما يؤثر سلباً على القطاع الزراعي.
تواصل نتائج الاعتداءات الإسرائيلية للتأثير سلباً على القطاع الزراعي في لبنان. عدد من مزارعي الزيتون ذكروا أنهم يمتنعون عن العمل في بساتينهم على خوف من القصف، مما يعني ضياع موسم كامل. وأعرب مزارع آخر، علي وهبي، عن قلقه من الخسائر الكبيرة المحتملة، حيث كان من الممكن أن ينتجوا من بساتينهم أرقاماً كبيرة من الزيتون، وذلك بعد تعرض العديد من البساتين لخسائر بسبب التهديدات والاعتداءات.
تأثرت أيضاً معاصر الزيتون نتيجة لهذه الظروف، حيث ذكر أصحاب المعاصر أنهم لم يستقبلوا كميات تذكر من الزيتون هذا العام. واحد منهم، طارق صفا عيسى، عبر عن أسفه لما وصل إليه الوضع، حيث أنه لم يتم استلام سوى 10 أطنان مقارنة بـ600 طن في مواسم سابقة. كما أن العديد من المعاصر تعرضت للاعتداءات أو التدمير، مما زاد من المخاوف بشأن قدرتها على العمل مستقبلاً.
على الرغم من الصعوبات الراهنة، أشار بعض المزارعين إلى أن إنتاج الزيتون في لبنان، على الرغم من تدهوره في بعض المناطق، قد يستمر بشكل طبيعي في مناطق الشمال وجبل لبنان. ومع ذلك، فإن التأثير الكلي للاعتداءات على الإنتاج اللبناني قد يكون سلبيًا بشكل كبير، مما يشير إلى أزمة اقتصادية تنذر بالخطر على العديد من الأسر، التي تعتمد على زراعة الزيتون كمصدر أساسي للرزق.