بحلول الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، سيمضي ملايين الأميركيين قدمًا نحو التصويت في الانتخابات الرئاسية بطرق متعددة، تشمل الإرسال بالبريد لبطاقات الاقتراع الخاصة بالغياب، أو التصويت شخصيًا في فترة التصويت المبكر، أو إيداع بطاقات الاقتراع في صناديق الاقتراع المؤمنة. يسهل التصويت المبكر أو اقتراع الغائب من مرونة جداول الناخبين، مما يمكنهم من تفادي العوامل المزعجة التي قد تصادفهم يوم الانتخاب، مثل الظروف الجوية السيئة أو الطوابير الطويلة.

ينظم مختلف الولايات الأميركية عملية التصويت المبكر، حيث يتم إتاحتها لمعظم الناخبين، ماعدا في ولايات مثل مسيسيبي ونيوهامبشير وألاباما. يتيح هذا النظام للناخبين المسجلين الإدلاء بأصواتهم في مراكز الاقتراع في فترة محددة قبل يوم الانتخابات. تقوم الولايات عادة بحساب الأصوات التي تم الإدلاء بها خلال هذه الفترة في يوم الانتخاب أو بعد إغلاق المراكز وفقًا للقوانين المحلية. بعض الولايات تقدم تجربة “تصويت بدل الغائب”، حيث يمكن للناخبين الحصول على بطاقات اقتراع خاصة بالغياب وإعادتها شخصيًا.

“تصويت بدل الغائب” يسمح بمعالجة طلبات الناخبين للحصول على بطاقات الاقتراع مسبقًا، والتي تُرسل إليهم بالبريد، مما يتطلب من الناخبين إعادتها قبل الإطار الزمني المحدد. تتطلب بعض الولايات تقديم مبرر لقبول بطاقات الاقتراع المرسلة بالبريد، بينما تعتمد ولايات أخرى نظام التصويت عبر البريد الكامل، حيث يرسل لجميع الناخبين المسجلين بطاقات الاقتراع بشكل تلقائي. يُلزم القانون الفيدرالي الولايات بإرسال بطاقات الناخبين العسكريين والناخبين بالخارج، ويقوم المسؤولون بمعالجة ومتابعة إجراءات الاقتراع وفقًا للإجراءات المعتمدة.

بشأن موعد بدء التصويت المبكر وتصويت المتغيبين هذا العام، تم بالفعل إرسال أولى بطاقات الاقتراع إلى الناخبين في عدد من الولايات، وتحديداً بما في ذلك ويسكونسن وميريلاند. وبحلول 21 سبتمبر/أيلول، بدأت عدد من الولايات بإرسال بطاقات الاقتراع للمتغيبين، مما يتطلب من الناخبين التحقق من وضع تسجيلهم الاتصال بمكاتب الانتخابات المحلية للحصول على التفاصيل الضرورية المتعلقة بالتصويت.

تُشير الدراسات إلى أنه قبل عام 2020، لم يكن هناك تأثير واضح لتصويت الناخبين عبر البريد على التوجهات الحزبية. لكن مع بداية جائحة كورونا، حثت الأحزاب الديمقراطية الناخبين على التصويت بالبريد كوسيلة لتفادي العدوى، بينما أطلق الجمهوريون مخاوف حول العملية، مما أثر على خيارات الناخبين في هذا الشأن. بعد الانتخابات العامة لعام 2020، أظهر الديمقراطيون نتائج إيجابية في المناطق التي استخدمت التصويت بالبريد، بينما بدأ الجمهوريون في مراجعة مواقفهم حول هذه العملية.

يعتبر التصويت بالبريد آمنًا في الولايات المتحدة، حيث تكون حالات الاحتيال نادرة للغاية. وفقًا للخبير ريك هاسن، فإن معدلات الاحتيال في التصويت عبر البريد بين عامي 2000 و2012 كانت أقل من 500 حالة من بين ملايين الأصوات. ومع ذلك، تبقى هناك مخاوف بشأن التأخيرات البريدية التي قد تؤثر على وصول بطاقات الاقتراع في الوقت المناسب، مما يتطلب من الناخبين أن يكونوا حذرين في مواعيد إعادة بطاقات الاقتراع لضمان احتساب أصواتهم.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.