8/3/2025–|آخر تحديث: 8/3/202510:29 م (توقيت مكة)
كشف تقرير نشر بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن المسيحيين الإنجيليين، الذين قدموا خدمة كبيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إبان الانتخابات الأخيرة حيث صوت نحو 80% لصالحه، ينتظرون منه الآن رد الجميل، والسماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، وذلك استنادا إلى الوعد الذي قطعه الرب لليهود في الكتاب المقدس.
وأضافت إفرات ليفني -مراسلة نيويورك تايمز ومن المساهمين في تغطية حرب إسرائيل على قطاع غزة– أن المسيحيين الإنجيليين يسعون لإيجاد طريقة لضم أراضي الضفة الغربية التي ينظر إليها على الصعيد الدولي على أنها مخصصة للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وتابعت ليفني أن أنصار ترامب من الإنجيليين البارزين يحرصون على زيارة إسرائيل وتوقيع عرائض تطالب بضم الضفة، ويحشدون الدعم في الكونغرس الأميركي لمطالبهم.
مسيحية صهيونية
وزادت أن القادة الإنجيليين هم جزء من حركة المسيحية الصهيونية وتؤمن بأن الأرض أعطيت لليهود في الكتاب المقدس، ويؤمنون بأن المسيحيين الذي يساعدون في تحقيق الوعد التوراتي مباركون، وأن تأسيس دولة إسرائيل الكبرى يشير إلى تحقق نبوءات توراتية أخرى، وخاصة نهاية العالم والمجيء الثاني ليسوع (المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام).
وبحسب الكاتبة إفرات ليفني، فإن من أبرز المجموعات التي تعمل في هذا الإطار مجموعة القادة المسيحيين الأميركيين من أجل إسرائيل، والتي ترفض أن تمارس الإدارة الأميركية أي ضغط على إسرائيل، وتصف نفسها -وهي التي تأسست قبل عقد من الزمان- بأنها شبكة تضم حوالي 3 آلاف زعيم مسيحي يمثلون عشرات الملايين من المسيحيين الأميركيين الذين يدافعون عن الحقيقة التوراتية، والدعم الثابت المستمر لإسرائيل.
وتوضح الكاتبة أن أنصار ترامب من المسيحيين الإنجيليين يأملون منه دعم مشروع ضم الضفة الغربية حتى ينتهي أي نقاش بخصوص إقامة دولة فلسطينية مستقبلا.
استيطان مستمر
وشرحت بأن هذه المطالب تأتي متزامنة مع إعطاء حكومة بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لبناء المستوطنات وتوسيعها في الضفة الغربية بوتيرة أسرع من الماضي، ووسط مداهمات عسكرية مكثفة في المدن الفلسطينية منذ يناير/كانون الثاني، وتشريد آلاف الفلسطينيين.
وقالت إفرات ليفني إن بعضا من قرارات ترامب شدت من عضد المسيحيين الإنجيليين، حيث أيد الشهر الماضي تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وألغى في يناير/كانون الثاني أمرا تنفيذيا للرئيس الأميركي السابق جو بايدن كان يسمح بفرض عقوبات على مستوطنين في الضفة.
كما اختار ترامب عناصر من هذا التيار لشغل مناصب رئيسية في إدارته، وبينهم باولا وايت كاين مستشارة لمكتب الإيمان في البيت الأبيض، والذي أنشئ حديثا. وتوضح الكاتبة أن العديد من الإنجيليين لديهم خط مباشر مفتوح مع البيت الأبيض.
ومن اللافت -تشير إفرات ليفني في تقريرها بنيويورك تايمز- أن الإنجيليين الأصغر سنا يتبنون بشكل متزايد “وجهة نظر أكثر انفتاحا” تركز على حقوق الإنسان والعدالة والتعاون المتبادل مع جميع الأطراف.
وتابعت أن استطلاعا للرأي، كان قد أجري في 2021 بتكليف من جامعة نورث كارولاينا، أظهر أن هناك تحولا حادا في المواقف بين الإنجيليين الأصغر سنا بين 2018 و2021، حيث انخفض دعمهم لإسرائيل من 75% إلى أقل من 35%، وذلك إلى جانب ارتفاع في الرغبة في رؤية سياسة أميركية تعكس أيضا وجهة نظر فلسطينية، ولا تختزل كل شيء في وجهة النظر الإسرائيلية.