شمال قطاع غزة على وجه الخصوص ينجرف بسرعة نحو كارثة إنسانية بعد أشهر من الهجمات العسكرية المستمرة وانقطاع إمدادات المعونة. طلب مسؤول أممي كبير 2.6 مليار يورو يوم الثلاثاء لتوفير المساعدات الملحة لـ 3 ملايين فلسطيني، مؤكداً أن منع المجاعة المحتملة في غزة المنكوبة بالحرب يتطلب ليس فقط الطعام بل أيضاً النظافة، الماء ومرافق الصحة. أكد رئيس مكتب الأمم المتحدة للعمليات الإنسانية في غزة والضفة الغربية، اندريا دي دومينيكو للصحفيين أنه يحتاج جهود مكثفة لاستعادة هذه الخدمات الأساسية وتحقيق المعايير الأساسية التي لا يمكن تحقيقها أثناء العمليات العسكرية.

أوضح البالغ دي دومينيكو تدمير المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي والمنازل والطرق والمدارس على نطاق واسع، مشيراً إلى أنه لم يتبقى جامعة واحدة متواجدة في غزة. وأوضح أن العملية العسكرية الكبيرة التي قامت بها إسرائيل في مستشفى الشفاء، أكبر مرفق طبي في غزة، كانت مدمرة للغاية بحيث اضطر المستشفى إلى الإغلاق. واستشهد بتدمير ماسح الرنين المغناطيسي المستخدم للتشخيص الطبي كمثال، مما يثير الشكوك حول الهدف العسكري وراء مثل هذه الأفعال.

اعترف دي دومينيكو بجهود إسرائيل في تيسير المساعدات الإنسانية دخول غزة، مشيراً إلى فتح عبور شمالي حيوي للمناطق التي تواجه المجاعة الشديدة، وفتح المخابز هناك. لكنه شدد على أن الأمم المتحدة مستمرة في حث إسرائيل على اتخاذ مزيد من الإجراءات. وأكد دي دومينيكو على رفض وتأخير إسرائيل في منح طلبات الأمم المتحدة لدخول قوافل المساعدات إلى غزة. وأوضح أن القوافل تواجه غالباً تأخيراً طويلاً عند نقاط التفتيش، ما يجعلها تحصل على موافقة فقط بعد الظهر، لاحقاً عندما يكون من المتأخر القيام بالتسليمات بأمان قبل الليل. واقترح أن السلطات الإسرائيلية تستغل هذه التأخيرات للحفاظ على السيطرة على عمليات المساعدة بينما تبدو متعاونة.

تحدث الخبراء المتخصصون في أزمات الجوع عن اقتراب المجاعة في شمال غزة، حيث إن 70% من السكان يواجهون جوعاً كارثيا. وحذر تقرير حديث من أن التصاعد النزاع قد يدفع نصف سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، إلى حافة المجاعة. وأضاف دي دومينيكو أنهم في حوار مستمر مع إسرائيل، بهدف حل المشاكل وتقديم المساعدات.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.