السؤال الأبرز في السياسة الأميركية اليوم هو لماذا بات دعم الرئيس جو بايدن ضعيفاً للغاية؟ وعلى الرغم من وجود العديد من النظريات، إلا أنه من الصعب تحديد الإجابة. يبدو أن الأمور تتعلق بعدد من العوامل، بدءاً من سن بايدن إلى أسعار البنزين والانسحاب من أفغانستان. يعتمد الاستطلاعات القياسية على عينة صغيرة من الناس، مما قد يؤدي إلى استنتاجات غير دقيقة.
اللافت هو أن قلة من الناخبين الذين صوتوا لصالح بايدن في عام 2020، قد يصوتون لصالح ترامب في الانتخابات القادمة، كما يحدث العكس. هذا يدل على أن الناخبين المتأرجحين يمثلون قيمة مضاعفة في الانتخابات. وبالرغم من اقتراب السباق الرئاسي بين بايدن وترامب، إلا أن هناك تحول بسيط نحو ترامب بنسبة نقطتين مئويتين، بسبب دعم طرف ثالث والناخبين المتأرجحين الذين يدعمون ترامب.
العوامل الثانية التي تسببت في ضعف دعم بايدن هي الناخبين المتأرجحين الذين يهجرونه لصالح ترامب. هناك مئات الناخبين الذين قاموا بالتبديل في تفضيلاتهم بين بايدن وترامب، مما يعكس الغضب المتواصل من بعض القضايا مثل غلق المدارس خلال جائحة كوفيد-19. إضافة إلى ذلك، هناك ميول يسارية بين الناخبين الشباب والسود، الذين يميلون إلى اليسار وقد يؤثرون على نتائج الانتخابات.
يظهر أداء جيد في الانتخابات الخاصة بمشاركة قليلة للغاية في الولايات المتأرجحة، حيث يشير البيض الليبراليون الأكبر سناً إلى أنهم يفضلون هزيمة الحزب الجمهوري. من المهم أن ننتبه إلى أن غضب الناخبين المتأرجحين يمكن أن يؤدي إلى تحول في التفضيلات السياسية، مما يجعل عودة ترامب للبيت الأبيض أقرب.
إذا نظرنا إلى المستقبل، فإن الانتخابات القادمة قد تشهد تأثيرا كبيرا من قبل الناخبين المتأرجحين والفئات الشبابية والسود واللاتينية. قد يكون الاهتمام الأساسي يتمحور حول القضايا الاقتصادية مثل التضخم والاقتصاد، بينما قد تتأثر النتائج أيضاً بميول يسارية في الفئات الشبابية والسود واللاتينية. السياسة الحالية تحتاج إلى تحولات وتغييرات لتلبية تطلعات الناخبين في المستقبل.