تُثير موجة من اغتيالات المسؤولين العسكريين الروس رفيعي المستوى في عمق روسيا قلق الكرملين، وتعكس تنامي قوة أوكرانيا الاستخباراتية، وفقا لمقال بصحيفة ناشونال إنترست الأميركية.

يفصل كاتب المقال الصحفي ديفيد كيريشينكو سلسلة اغتيالات مهمة طالت مسؤولين عسكريين روس رفيعي المستوى داخل روسيا.

ويقول إن من أبرزهم الجنرال ياروسلاف موسكاليك، الذي كان “شخصية مركزية في التخطيط الحربي الروسي”، والجنرال إيغور كيريلوف، قائد قوات الدفاع النووي والبيولوجي والكيميائي الروسية.

وينقل عن مصدر في جهاز الأمن الأوكراني اعترافه بتورط وكالتهم في هذه الاغتيالات قائلا: “نهاية مخزية تنتظر كل من يقتل الأوكرانيين”.

وتهدف عمليات القتل هذه، وفقا لكيريشينكو إلى توجيه رسالة واضحة لموسكو.

ويعتقد دوغلاس لندن، الرئيس السابق لإحدى محطات وكالة المخابرات المركزية الأميركية، أن الاغتيالات تُوجّه “رسالة نفسية إلى النخب الروسية مفادها أنهم ليسوا آمنين في أي مكان”.

ويضيف المقدم المتقاعد في الجيش الأميركي ألكسندر فيندمان أن الرسالة لا تقتصر على موسكو بل تشمل واشنطن وهي تأكيد على أن “أوكرانيا ستواصل القتال بكل الوسائل المتاحة في حربها الوجودية”.

ورغم ما ورد في بعض التقارير بأن وكالة المخابرات المركزية الأميركية “سي آي إيه” أعربت عن عدم ارتياحها لهذه الإجراءات، فإن أوكرانيا تعتبر ما تقوم به إستراتيجية فعّالة، وقد صرّح رئيس المخابرات الأوكرانية كيريلو بودانوف بأن كييف ستظل تلاحق أعداءها وتقضي عليهم ولن تتوانى في ذلك.

ويُشدد المقال على تزايد وتيرة وشراسة هذه الضربات في عمق الأراضي الروسية، مما يُشير إلى تنامي القدرات العملياتية للاستخبارات الأوكرانية، وأدى ذلك إلى قلق واضح لدى المؤثرين الروس، ودفع موسكو إلى تشديد الإجراءات الأمنية المحيطة بالرئيس الروسي نفسه فلاديمير بوتين، وهو ما يكشف عن تأثير ملموس لهذه العمليات على الكرملين.

ربما لا تزال الحرب مستعرة في ساحات القتال الأوكرانية، كما يقول الكاتب، لكن الخوف انتقل إلى موسكو، مما قد يفاجئ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيكتشف، بشكل متزايد، أن أوكرانيا لا تزال تملك الكثير من الأوراق لصالحها.

ويخلص كيريشينكو إلى أن السيناريو الذي كان مستحيلا في السابق، وهو قيام عملاء أوكرانيين بضربات في موسكو، غدا الآن حدثا روتينيا، مما يُحوّل التهديد المُتصوّر للصراع إلى قلب السلطة الروسية.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version