مع بداية فصل الربيع، تزداد حرارة الشمس في قطاع غزة، مما يجعل النازحين يحترقون تحت أشعتها داخل خيامهم. يركض إسماعيل غنيم، البالغ من العمر 71 عامًا، إلى المسجد قرب مخيم الإيواء حيث يقيم. يعاني غنيم من مشاكل صحية ويحاول التخفيف من حرارة الجو باستخدام مروحة يدوية في خيمته. تتحول خيام النازحين إلى أفران بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما يجبر الكثيرين على مغادرتها نهارًا بسبب عدم وجود وسائل تبريد.
تزداد معاناة النازحين مع انتشار الذباب والحشرات داخل الخيام، مما يجعل حياتهم صعبة. عبير أبو عيد تتحدث عن تأثير الحرارة على صحتها وعلى أطفالها، الذين يعانون من طفح جلدي واحمرار بسبب الحر الشديد. سعاد المملوك تفقد صحتها النفسية نتيجة الظروف الصعبة التي تعيشها منذ 7 أشهر كنازحة.
يحذر الطبيب محمد ريّان من خطورة ارتفاع درجات الحرارة داخل الخيام على النازحين، حيث يستقبل المستشفى يوميًا حالات إصابة بسبب هذه الأحوال، وتسجل حالات وفاة أحيانًا. الأمراض المزمنة والأطفال وكبار السن هم الأكثر تضررًا، كما يشير إلى احتمالية انتشار الأوبئة بسبب ارتفاع أعداد الذباب والحشرات.
بعد إغلاق المنازل النازحين في غزة، يبقى الخيام الخيار الوحيد للعيش، لكنها غير صالحة للعيش الآدمي بسبب ارتفاع درجات الحرارة. يتسبب الحر الشديد في معاناة النازحين، ويجعلهم يبحثون عن حلول للتخفيف منه، وسط تحذيرات من تفاقم المشكلة في حالة اجتياح إسرائيل لمناطق جديدة في القطاع. ويختم الطبيب حديثه بالتأكيد على عدم وجود حلول حالية لهذه المشكلة في ظل ظروف النازحين التي تتفاقم يومًا بعد يوم.