تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قديم لوزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش حيث أعرب فيه عن رؤيته المتعلقة بتوسيع حدود إسرائيل لتشمل أراضٍ من ست دول عربية، وذلك في عام 2016 خلال مقابلة مع القناة الثانية الإسرائيلية. ولم يكن سموتريتش حينها وزيراً بل كان عضواً في الكنيست عن حزب “البيت اليهودي”. وقد أضافت تصريحاته جدلاً واسعاً، حيث جاء فيها أن الدولة الإسرائيلية يجب أن تضم العاصمة السورية دمشق، بالإضافة إلى أجزاء من الأردن ومصر ولبنان والسعودية والعراق. وأثارت هذه التصريحات ردود فعل متنوعة، حيث علق البعض بأن هذا الطموح “أُجهض قبل الدعاية له”، مشيرًا إلى أن الوجود الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية بات مهدداً، وبأن إسرائيل قد تظل موجودة لمدة عقد من الزمان فقط.

وواصل سموتريتش في المقابلة التأكيد على رؤاه المتطرفة، مشيراً إلى أنه يؤمن ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى ويعتقد أن ذلك قد يحدث في المستقبل القريب. وطالب بضم جميع الأراضي المحتلة في الضفة الغربية إلى إسرائيل، مدعياً بأن “أرض إسرائيل الكبرى” يجب أن تمتد من البحر حتى نهر الأردن. وعبّر سموتريتش عن اعتقاده بأن حلمه في رؤية القدس تمتد إلى دمشق سيكون حقيقة، مما يعكس المخاطر المتزايدة لخطاب التحريض الذي يأخذ صبغة رسمية في إسرائيل.

في السياق نفسه، أعربت تقارير عن وجود خطة سرية يعود مصدرها إلى سموتريتش تهدف لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية عبر تأخير أو منع أي محاولة لإقامة دولة فلسطينية. على الرغم من أن تلك التصريحات تتحدث عن آمال غير واقعية، فهي تعكس تصورات العديد من الزعماء الإسرائيليين حول ضم الأراضي الفلسطينية، ما قد يشكل انتهاكًا لحقوق الفلسطينيين ويزيد تعقيد التوترات في المنطقة. كما قامت بعض المؤسسات الإعلامية بتسليط الضوء على خطاب سموتريتش في مؤتمر بباريس حيث عرض خريطة تظهر تداخلاً بين فلسطين والأردن، مما زاد من دعوات اليمين في إسرائيل لطرد الفلسطينيين وإضعاف موقفهم.

رحلت هذه الآمال اليمينية المتطرفة إلى العمل العسكري في غزة بعدما تدهورت الأوضاع في 7 أكتوبر 2023، بعد توغل كتائب عز الدين القسام في المستوطنات المحاذية لغزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي. وقد أدت هذه الأحداث إلى تصعيد عسكري كبير حيث شنت إسرائيل غزواً واسع النطاق على قطاع غزة، أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى من الفلسطينيين، ومعظمهم كانوا من النساء والأطفال، بالإضافة إلى تدمير كبير في البنية التحتية. لكن الجيش الإسرائيلي تكبد أيضاً خسائر فادحة في صفوف قواته.

تزامن هذا التصعيد العسكري مع بدء حزب الله فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل، مما أدى إلى نزوح نحو 150 ألف إسرائيلي من المستوطنات في شمال البلاد. هذه الأحداث تجسد التصاعد الملحوظ في العنف والصراع في المنطقة، وتظهر كيف تتداخل التوترات السياسية مع القضايا الإنسانية. وأظهرت الأزمات العميقة التي تعصف بالمنطقة أن الأمن الإسرائيلي، الذي يسعى له المتطرفون، أصبح في مهب الريح بسبب الهجمات المقاومة.

في النهاية، تبقى تصريحات سموتريتش وتوجهاته جزءاً من سياسات إسرائيل التوسعية التي تعاني من تداعياتها وخيمة على السلام الإقليمي. تتجلى الأوضاع في غزة كاختبار حقيقي لرؤية هؤلاء المتطرفين، مما يشير إلى أن أحلامهم الاستعمارية لن تكون بلا ثمن. إن استمرار دورة العنف والصراع في الأراضي الفلسطينية المحتلة يؤكد الحاجة إلى رؤية سياسية جديدة ترتكز على انعاش العملية السلمية وتحقيق حقوق الفلسطينيين، بدلاً من توسيع حدود يتمسك بها قادة لا يدركون تبعاتها.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version