شهدت إيران، صباح السبت، هجوماً إسرائيلياً على أهداف في ثلاث محافظات، مما أثار ردود فعل متباينة بين المسؤولين والنشطاء. أعرب البعض عن استيائهم من الهجوم ووصفوه بأنه “تمخض الجبل فولد فأراً”، في إشارة إلى أن التهديدات الإسرائيلية السابقة لم تُترجم إلى نتائج تُذكر على الأرض. ومع ذلك، اعتبر الهجوم اعتداء على سيادة الجمهورية الإسلامية، وطالب العديد من الإيرانيين بوضع حد لهذا الانتهاك.
تراجعت إسرائيل عن تنفيذ تهديداتها باستهداف منشآت نووية وإستراتيجية وتصعيدتها بشكل كبير، في حين أن الضغوط الأمريكية حالت دون توجيه ضربة لأهداف استراتيجية أخرى. ورغم تأخير الهجوم لأكثر من ثلاثة أسابيع، إلا أن إسرائيل أقدمت على تنفيذ هجومها عند الساعة 02:10 فجرًا. وعلى الرغم من المحاولات الإسرائيلية لخلق تأثير كبير، كان أداء وسائل الإعلام إيرانية متبايناً خلال الساعات الأولى من الهجوم.
الإعلام الرسمي الإيراني كان مرتبا نسبياً في تغطيته للأحداث، حيث استعد لمتابعة التطورات بصورة دقيقة، مع تقارير ميدانية من طهران. بعض القنوات الرسمية كانت تأمل في طمأنة الجمهور تجاه الهجوم، وعمدت إلى تصويره على أنه “فاشل” وذو تأثير محدود. كما تم التركيز على نجاح الدفاعات الجوية الإيرانية في التصدي للهجوم، محاولا تعزيز رواية تماسك النظام.
وفي موازاة ذلك، استخدم نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي الهجوم كنقطة مركزية لتعزيز آرائهم. فقد اعتبر البعض، مثل الناشط مصطفى نجفي، أن عدم رد فعل إيران المفاجئ يدل على علمها المسبق بالهجوم. آخرون قارنوا بين الهجوم الإسرائيلي وعمليات مماثلة سابقة، مشيرين إلى أن القدرات العسكرية الإيرانية اليوم لا تُقارن بما كانت عليه قبل عقود.
بعد الهجوم، نشر إيرانيون صوراً تظهر تصدي الدفاعات الأرضية للطائرات الإسرائيلية، وهو ما اعتبر بمثابة انتصار رمزي على الأعداء. وقد طغت مشاهد الاعتراض على الاحتفاء بالصواريخ الإيرانية، بينما اعتبر بعض المغردين أن رد فعل الشباب الإيراني تجاه الهجوم كان خفيفاً ورمزياً، في إشارة إلى حالة من الاستهزاء والتهوين من الأمر.
اقتصادياً، استجابت الأسواق الإيرانية بسرعة لهجوم إسرائيل، وفتحت العديد من الأخبار المعلنة من قبل محطات التليفزيون الإيرانية للأسواق. على الرغم من تدهور البورصة منذ أحداث غزة، إلا أن الهجوم الإسرائيلي أعاد إنعاش العملة الإيرانية، محققة انتعاشاً خفيفاً. ومع تزايد الاستياء بسبب سقوط ضباط إيرانيين، تصاعدت الأصوات المطالبة بضرورة الرد على الاعتداءات الإسرائيلية بشكل حاسم وسريع.