نقلت الصحفية كافيثا تشيكورو، من موقع إنترسبت، شهادات مؤلمة من معارف خمسة صحفيين استُهدفوا من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي، في أجواء تعكس الهجوم المنهجي المستمر على الصحفيين في قطاع غزة. وقد ذكر التقرير أن عدد الصحفيين الذين لقوا حتفهم جراء هذا القصف قد بلغ 175 صحفياً، ما يمثل أعلى حصيلة تم توثيقها منذ عام 1992. وفقاً للتحليل الذي أجراه إنترسبت بالتعاون مع منظمة “إعلاميون من أجل صحافة استقصائية”، فإن الجيش الإسرائيلي قتل واحداً من كل عشرة صحفيين عملوا في غزة.

أبرز الأحداث تمثل في حادثة استهداف جيش الاحتلال لطواقم قناة الجزيرة أثناء تغطيتهم للأحداث في مخيم جباليا، حيث أصيب المصور فادي الوحيدي بطلق ناري في الرأس، مما أدى إلى تضرر عصب الفقرات بالعمود الفقري وشلل كامل. وقد شبه التقرير حالته بحالة الصحفية شيرين أبو عاقلة، التي قُتلت برصاص قناص إسرائيلي في عام 2022. وفي ظل هذه الأجواء، أكد زميله حسام شباط على الاستهداف المتعمد لصحفيي الجزيرة، مشيراً إلى أن فادي كان قد واصل عمله رغم الخسائر الفادحة في أصدقائه وعائلته.

في يوم الإصابة، استشهد صحفي آخر هو محمد الطناني، مصور قناة الأقصى، نتيجة قصف طائرة إسرائيلية أثناء تأديته لعمله، بينما أصيب زميله تامر لبد. وأكد المسعفون أنهم تعرضوا لعدة هجمات أثناء محاولتهم للوصول إلى الصحفيين المصابين. كما استذكر إبراهيم الخليلي، مراسل قناة الجزيرة، صديقه الطناني مشيراً إلى تفانيه في العمل واهتمامه بالنقل الدقيق للأحداث المروعة، مؤكدًا أنهم كصحفيين يشعرون بالخطر المستمر من الاحتلال.

في الوقت الذي يُعتبر فيه محمد الطناني رمزًا للتفاني، كان هناك أيضاً حمد حسن البالغ من العمر 19 عامًا، والذي قُتل إثر استهداف منزله. وقد وردت تهديدات له عبر واتساب تدعوه للتوقف عن “نشر الأكاذيب” ضد إسرائيل. وصفت زملاؤه حمد بأنه كان نبيهاً ويعي تماماً مسؤولياته الصحفية. هذا الوضع يعكس قسوة الظروف التي يعمل تحتها الصحفيون في غزة، والتهديدات المستمرة التي يتعرضون لها في سبيل نقل المعلومات.

علي العطار، مصور آخر من قناة الجزيرة، لا يزال يتلقى العلاج في مستشفى غزة الأوروبي بعد إصابته بشظايا صاروخ إسرائيلي. جيث أن حالتهم الصحية حرجة ويحتاجون للسفر للعلاج في الخارج بسبب الهجمات المتكررة على المنشآت الصحية في غزة. جميع هذه الأحداث تعكس الصورة القاتمة التي تعيشها غزة، حيث يُستهدف الصحفيون بشكل متزايد في محاولاتهم لنقل الحقائق.

يتجسد من خلال هذه الشهادات غير المسبوقة استهداف الصحفيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي كجزء من سياسته القمعية، مما يؤكد على الحاجة الملحة لحماية حقوق الصحفيين وحرية الصحافة في ظل الصراعات المسلحة. وبينما يمتنع العالم عن التحرك الحازم لوقف هذه الانتهاكات، يبقى الصحفيون في خط النار، يسجلون الأحداث المأساوية ويعكسون الواقع الصعب الذي يعيشونه.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.