أظهرت رسائل بريد إلكترونية داخلية من شرطة لوس أنجلوس أن الشرطة استخدمت شركة داتامينر، وهي شركة مراقبة لوسائل التواصل الاجتماعي، لتعقب الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق تقرير لموقع إنترسبت.

وأكد التقرير بقلم مراسل التقنيات في الموقع سام بيدل أن داتامينر -وهي “شريك رسمي” لمنصة “إكس”- زودت الشرطة بتنبيهات فورية عن الاحتجاجات الجارية والمخطط لها، وحتى التي لم يعلن عنها بعد.

ووفق التقرير، أبلغت الشركة عن أكثر من 50 احتجاجا بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأبريل/نيسان 2024، منها 12 بلغ عنها قبل حصولها.

بيانات سرية

وأفاد التقرير بأن استخدام شرطة لوس أنجلوس لداتامينر يثير مخاوف بشأن مراقبة الشرطة أنشطة سياسية محمية بموجب التعديل الأول للدستور الأميركي، وحذّر نشطاء الحريات المدنية من أن مثل هذا النوع من المراقبة يؤدي إلى تأثير سلبي على حرية التعبير والنقاش السياسي.

وبحسب التقرير، فإن دور داتامينر لا يقتصر على جمع البيانات، إذ تظهر السجلات أن موظفيها تواصلوا مباشرة مع ضباط شرطة لوس أنجلوس لإبلاغهم باحتجاجات قادمة، مما يخالف مزاعم الشركة بأنها تقدم فقط نظام تنبيهات آلي.

وقال مدافعون عن الحريات المدنية إن هذا البرنامج يمنح الحكومة قدرة هائلة على المراقبة تفوق بكثير ما يمكن لأي مستخدم فردي أو حتى فريق من الضباط تحقيقه، وتزعم إعلانات داتامينر أن “30 ألف شخص يعملون على مدار الساعة لن يستطيعوا معالجة حتى 1% فقط من جميع البيانات التي تستوعبها داتامينر يوميا”.

وذكر التقرير أن مراقبة داتامينر امتدت إلى جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك فيلادلفيا وبوسطن وأوريغون، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت شرطة لوس أنجلوس طلبت هذه التنبيهات بشكل مباشر أم أنها جزء من مراقبة أوسع تجريها الشركة.

مراقبة غير دقيقة

وكشفت إنترسبت أن الشركة قدمت أيضا نتائج خاطئة، مثل تصنيف تغريدات غاضبة لمشجعي المغنية تايلور سويفت ضد “تيكيتماستر” على أنها “تهديدات واضطرابات في لوس أنجلوس”.

وأشار التقرير إلى أن الصحفية تاليا جين -التي تم رصد تغريداتها حول أحد الاحتجاجات المناهضة لحرب قطاع غزة في نيويورك- انتقدت داتامينر لعدم دقة معلوماتها، قائلة إنه “من السخيف أن تنفق أي وكالة أموالها على خدمة غير قادرة على تحليل المعلومات بدقة”.

وعلى الرغم من أن سياسة منصة إكس تحظر الجهات الخارجية من استخدام بياناتها لمراقبة الاحتجاجات، فإن إنترسبت أفادت بأن داتامينر استمرت في ذلك بفضل وصولها المباشر إلى بيانات المنصة.

ومع تصاعد المخاوف بشأن استهداف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمتظاهرين المؤيدين لفلسطين بالاعتقال والترحيل، حذر منتقدون في حديثهم للصحيفة من أن مراقبة داتامينر تمنح الحكومة القدرة على قمع المعارضين السياسيين تحت ذريعة الأمن العام.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.