تتناول وسائل الإعلام الإسرائيلية بحذر مقتل أربعة عسكريين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث تركزت الأحاديث على الخسائر الكبيرة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي في هذه الاشتباكات. تعكس هذه التصريحات حالة من القلق داخل المؤسسة العسكرية، حيث دعا بعض المحللين إلى تنفيذ عمليات تهجير قسري للسكان وتجريف المخيم. وقال هيلل بيتون روزين، مراسل الشؤون العسكرية في قناة 14 الإسرائيلية، إن عدد الجنود الذين لقوا حتفهم بعبوات ناسفة فقط وصل إلى 12 جندياً، مع استمرار المواجهات التي أودت بحياة آخرين. هذه التصريحات تعكس التصعيد العسكري ومحاولة الجيش الإسرائيلي للسيطرة على المناطق التي يعتبرها معاقل للمقاومة.

تأتي هذه الأحاديث بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل أربعة عسكريين، بينهم ضابط من الوحدة (888)، المرموقة والتي تُعرف أيضاً بوحدة الكوماندوز “وحدة الأشباح”. تتولى الوحدة مهاماً صعبة في مجالات القتال المختلفة، وقد استهدفت حديث روزين إلى ضرورة تدمير جباليا وجعلها منطقة خرائب بسبب اعتبارها حيّاً إرهابياً. هذا الافتراض يعكس الوضع المعقد في المناطق الفلسطينية، حيث يتصاعد العنف والتوتر في ظل عمليات عسكرية متواصلة.

الأوضاع في غزة أصبحت أكثر تعقيداً بعد بدء الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية الجديدة في السادس من أكتوبر، حيث تم فرض حصار شديد على منطقة جباليا إدعاءً بضرورة منع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من إعادة تنظيم قواتها. يشير المحلل العسكري ألون بن دافيد إلى تعرض مبانٍ في المخيم لانسحاب جزئي بسبب العبوات الناسفة، وهو ما يؤكد المخاطر العالية التي يتعرض لها كل من الجنود والسكان على حد سواء. كانت العبوات الناسفة جزءاً من الاستراتيجية المعتمدة من قبل الجماعات المسلحة في المنطقة.

من ناحية أخرى، يرى نمرود شيفر، قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق، أن التضحيات التي يقدمها الجيش تخلف آثاراً فظيعة على الجنود وأن الكثير من هذه الخسائر تبدو بلا جدوى. يعتبر شيفر أن الحديث عن القضاء على جميع المقاومين هو في الواقع شعار فارغ سيجر البلاد إلى حروب طويلة وغير مجدية، مما يعكس مدى التعقيد في معالجة هذه الصراعات.

علاوة على ذلك، يرى يسرائيل زيف، الرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، أن التحديات التي تواجهها إسرائيل في لبنان تختلف تماماً عن تلك الموجودة في قطاع غزة، مما يعقد مسألة الحرب في تلك المناطق. يعكس هذا الاعتقاد أن التهديدات من لبنان قد تكون أكبر وأعمق، خاصة مع تصعيد الأعمال العسكرية من قبل حزب الله، الذي يرد على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة من خلال إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة.

إسرائيل قامت منذ نهاية سبتمبر الماضي بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية لتشمل مناطق واسعة في لبنان، حيث تتعرض العاصمة بيروت لنيران كثيفة. وبدوره، يرد حزب الله على الهجمات الإسرائيلية بشكل يومي، مما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة. الاحتدام العسكري يشير إلى استمرارية الصراع، والذي من المرجح أن يؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح على الجانبين ويقوض أي آمال في التوصل إلى تسوية، مما يجعل الوضع أكثر حدة وصعوبة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.